وسقطت الراية إلى الأرض فاخذها بشماله فضربه أمير المؤمنين على شماله فقطعها وسقطت الراية إلى الأرض فاحتضنها بيديه المقطوعتين ثم قال يا بني عبد الدار هل أعذرت فضربه أمير المؤمنين على رأسه فقتله وسقطت الراية إلى الأرض فأخذتها عمرة بنت علقمة الحارثية ونظرت قريش في هزيمتها إلى الراية قد رفعت فلاذوا بها اه قوله عبد الله بن أبي جميلة بن زهير الظاهر أنه هو الآتي في كلام المفيد باسم عبد الله بن حميد بن زهرة بن الحارث بن أسد بن عبد العزى وقد صحف حميد بأبي جميلة وزهير بزهرة وقال ابن أبي الحديد عن الواقدي ومحمد بن إسحاق أنه عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد وهو من بني أسد بن عبد العزى لا من بني عبد الدار كما صرح به الواقدي حكاه عنه ابن أبي الحديد قوله التاسع من بني عبد الدار قد يقول قائل أنه السابع لا التاسع لأنه إذا كان عبد الله بن حميد من بني أسد لا من بني عبد الدار يكون أرطأة السابع منهم ويمكن الجواب بان أرطأة وإن كان السابع ممن قتلهم علي ع إلا أنه التاسع ممن قتل من بني عبد الدار ممن قتله علي أو غيره فقد قتل منهم كلاب بن طلحة بن أبي طلحة قتله الزبير والجلاس بن طلحة بن أبي طلحة قتله طلحة بن عبيد الله وعليه فيكون أرطأة هو التاسع وإذا ضممنا شريح بن قارظ أو نارظ بن شريح إليهم صاروا عشرة قال ابن هشام فقال حسان بن ثابت في ذلك:
- فخرتم باللواء وشر فخر * لواء حين صار إلى صواب - - جعلتم فخركم فيه بعبد * والأم من يطأ عفر التراب - - ظننتم والسفيه له ظنون * وما أن ذاك من أمر الصواب - - بان جلادكم يوم التقينا * بمكة (1) بيعكم حمر العياب - - أقر العين إن عصبت يداه * وما أن تعصبان على خضاب - ويقول أيضا:
- أقمنا لهم طعنا مبيرا منكلا * وحزناهم بالضرب من كل جانب - - ولولا لواء الحارثية أصبحوا * يباعون في الأسواق بيع الجلائب - وفي ارشاد المفيد: روى عبد الملك بن هشام حدثنا زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحاق قال كان صاحب لواء قريش يوم أحد طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار قتله علي بن أبي طالب وقتل ابنه أبا سعيد بن طلحة وقتل أخاه خالد بن أبي طلحة وقتل عبد الله بن حميد بن زهرة بن الحارث بن أسد بن عبد العزى وأبا الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي والوليد بن أبي حذيفة بن المغيرة وأخاه أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة وأرطاة بن شرحبيل وهشام بن أمية وعمرو بن عبد الله الجمحي وبشر بن مالك وصوابا مولى بني عبد الدار اه وقد صرحت هذه الرواية بان أبا سعيد هو ابن طلحة لا أخاه ولكن الواقدي كما مر صرح بان أبا سعيد هو أخو طلحة لا ابنه ثم أن خالد بن أبي طلحة لم يرد له ذكر في غير هذه الرواية واحتملنا في الجزء الثاني أن يكون هو أبا عزيز بن عثمان المذكور في رواية علي بن إبراهيم لكن تأملنا بعد ذلك فوجدنا أن عثمان والد أبا عزيز الظاهر أنه عثمان بن أبي طلحة المذكور أولا في تلك الرواية فأبو عزيز حفيد بني طلحة وخالد بن أبي طلحة ابنه لا حفيده ولا يبعد أن يكون خالد تصحيف الحارث والله أعلم أما عبد الله بن حميد بن زهرة فالظاهر أنه هو المذكور في رواية علي بن إبراهيم باسم عبد الله بن أبي جميلة بن زهير فوقع التصحيف فصحف حميد بأبي جميلة وزهير بزهرة كما مر وأما بشر بن مالك العامري فقد مر في الجزء الثاني ويأتي في هذا الجزء عن الطبري أن عليا ع قتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي والظاهر أنه بشر ابن مالك صحف أحدهما بالآخر.
وروى المفيد في الارشاد بسند صحيح عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه ع قال كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة قتلهم علي بن أبي طالب عن آخرهم وانهزم القوم وطارت مخزوم فضحها علي يومئذ.
وبعد ما رأينا اختلاف المؤرخين فيمن عدا طلحة واثنين معه من أصحاب اللواء في عددهم وفيمن قتلهم وترتيب قتلهم بحيث لا يكاد يتفق اثنان منهم كابن سعد والطبري والواقدي وابن اسحق وابن الأثير وغيرهم كما عرفت لا نستبعد أن يكون التحامل على علي بن أبي طالب الذي هو فاش في الناس في كل عصر حمل البعض على نقل ما ينافي قتله جميع أصحاب اللواء وما علينا الا أن نأخذ بالرواية الصحيحة المتقدمة عن الباقر ع أنه قتل أصحاب اللواء التسعة مع اعتضادها أيضا بغيرها وترك ما يعارضها.
وهذا اللواء كان شؤما على بني عبد الدار فقد قتلت رجالهم تحته ووقع على الأرض حتى رفعته امرأة. وقد حمشهم أبو سفيان في أول الحرب فكان لتحميشه أثرة في محافظتهم على اللواء فإنه ناداهم قبل الحرب فقال يا بني عبد الدار انما يؤتى القوم من قبل لوائهم وانما آتينا يوم بدر من اللواء فالزموا لواءكم وحافظوا عليه أو خلوا بيننا وبينه فاثار حفيظتهم بهذا الكلام فقالوا نحن نسلم لواءنا لا كان هذا ابدا ثم زادهم تحميشا فقال نجعل لواء آخر قالوا نعم ولا يحمله الا رجل من بني عبد الدار لا كان غير ذلك ابدا وقوله انما آتينا يوم بدر من اللواء محض غرور وخداع فإنما اتوا يوم بدر من قتل علي وحمزة وعبيدة رؤساءهم ومن سيف علي الذي قتل نصف المقتولين لا من اللواء. وقال أبو سفيان لخالد بن الوليد وهو في مائتي فارس مع أبي عكرمة بن جهل إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم وكان خالد كلما اتى من يسرة النبي ص ليجوز حتى يأتيهم من قبل السفح رده الرماة حتى فعل وفعلوا ذلك مرارا قال المفيد: وبارز الحكم بن الأخنس فضربه علي فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك منها ولما قتل أصحاب اللواء انهزم المشركون وانتقضت صفوفهم ولحقهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاؤوا حتى اخرجوهم عن المعسكر قال الطبري وامعن في الناس أبو دجانة وحمزة وعلي بن أبي طالب في رجال من المسلمين فأنزل الله عليهم نصره وصدقهم وعده وكانت الهزيمة لا شك فيها وجعلوا ينهبون ويغنمون فلما رآهم الرماة تاقت نفوسهم إلى الغنيمة وتناسوا أمر النبي ص لهم أن يلزموا مراكزهم أ كانت للمسلمين أم عليهم ومبالغته في الوصية لهم بذلك فقال بعضهم لبعض لم تقيمون هنا في غير شئ وقد هزم الله العدو وهؤلاء اخوانكم ينتهبون عسكرهم فاذهبوا فاغنموا معهم فذكرهم البعض وصية النبي ص أن لا يبرحوا من مكانهم فأجابوهم بان النبي ص لم يرد هذا وقد هزم العدو فخطبهم أميرهم ونهاهم عن الذهاب وامر بطاعة الرسول ص فعصوه وانطلقوا وبقي معه دون العشرة قال الواقدي قالوا ما ظفر الله نبيه في موطن