الاستيعاب والإصابة وحلية الأولياء بأسانيدهم عن ابن عباس كنا إذ أتانا الثبت عن علي لم نعدل به وفي الاستيعاب والإصابة بالاسناد عن سعيد ابن المسيب كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن ولم يقل أحد سلوني قبل أن تفقدوني غيره كما يأتي وفي الاستيعاب قال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قلت لعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة يا عم لم كان صفو الناس إلى علي فقال يا ابن أخي ان عليا ع كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم وكان له البسطة في العشيرة والقدم في الاسلام والصهر لرسول الله ص والفقه في السنة والنجدة في الحرب والجود في الماعون وفيه روى عبد الرحمن بن أذينة العبدي عن أبيه أذينة بن مسلمة قال أتيت عمر بن الخطاب فسألته من أين اعتمر فقال أئت عليا فاسأله وذكر الحديث وفيه ما أجد لك إلا ما قال علي وفيه كان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسال له علي بن أبي طالب عن ذلك فلما بلغه قتله قال ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب فقال له أخوه عتبة لا يسمع منك هذا أهل الشام فقال له دعني عنك.
قال ابن أبي الحديد في النهج: أشرف العلوم العلم الإلهي يعني علم التوحيد لأن شرف العلم بشرف المعلوم ومن كلامه ع اقتبس وعنه نقل وإليه انتهى ومنه ابتدأ فالمعتزلة الذين هم أرباب النظر ومنهم تعلم الناس هذا العلم تلامذته لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وهو تلميذ أبيه وأبوه تلميذه ع وأما الأشعرية فينتمون إلى أبي الحسن علي بن أبي الحسن بن أبي بشر الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة والمعتزلة ينتمون إلى علي ع كما مر أما الامامية والزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر. قال وبعده علم الفقه وهو ع أصله وأساسه وكل فقيه في الاسلام فهو عيال عليه ومستفيد من فقهه فان أصحاب أبي حنيفة كابي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهما أخذوا عنه والشافعي قرأ على محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة وعلى مالك بن أنس وأحمد بن حنبل قرأ على الشافعي فيرجع فقه الكل إلى أبي حنيفة وأبو حنيفة قرأ على جعفر بن محمد وجعفر على أبيه وينتهي الأمر إلى علي. ومالك بن أنس قرأ على ربيعة الرأي وربيعة على عكرمة وعكرمة على ابن عباس عن علي فهؤلاء الفقهاء الأربعة وأما فقه الشيعة فرجوعه إليه ظاهر وكان ابن عباس من فقهاء الصحابة ورجوعه إليه ظاهر وقد عرف كل أحد رجوع عمر إليه في كثير من المسائل التي أشكلت عليه وعلى غيره من الصحابة وقوله غير مرة لولا علي لهلك عمر وقوله لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو حسن وقوله لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر فقد عرف بهذا الوجه أيضا انتهاء الفقه إليه وقد روى العامة والخاصة قوله ص أقضاكم علي والقضاء هو الفقه فهو إذا أفقههم وروى الكل أنه ص قال له وقد بعثه إلى اليمن قاضيا اللهم أهد قلبه وثبت لسانه قال فما شككت بعدها في قضاء بين اثنين قال وهو الذي أفتى في المرأة التي وضعت لستة أشهر وفي الحامل الزانية وهو الذي قال في المنبرية صار ثمنها تسعا أقول وهو الذي أفتى في المجنونة التي فجر بها رجل وقصة الأرغفة وغيرهما من القضايا العجيبة التي ذكرنا كثيرا منها في الجزء الثاني من معادن الجواهر وجمعناها كلها في كتاب مطبوع ويأتي ذكر هذه الخمسة هنا قال:
وعلم تفسير القرآن عنه أخذ ومنه فرع وإذا رجعت إلى كتب التفسير علمت صحة ذلك لأن أكثره عنه وعن عبد الله بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه إليه وأنه تلميذه وخريجه وقيل له أين علمك من علم ابن عمك قال كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط. قال وعلم الطريقة والحقيقة والتصوف وأرباب هذا الفن في جميع بلاد الاسلام إليه ينتهون وعنده يقفون وقد صرح بذلك الشبلي والجنيد والسري وأبو يزيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم ويكفيك دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم يسندونها باسناد متصل إليه. قال وعلم النحو والعربية وقد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه وانشأه وأملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه وأصوله من جملتها: الكلام كله ثلاثة أشياء اسم وفعل وحرف ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة وتقسيم وجوه الاعراب إلى الرفع والنصب والجر والجزم وهذا يكاد يلحق بالمعجزات لأن القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر ولا تنهض بهذا الاستنباط أقول ومضى في المقدمات الكلام على ذلك مفصلا بما لا مزيد عليه. قال وأما علم القراءة فإذا رجعت إلى كتب القراءات وجدت أئمة القراء كلهم يرجعون إليه كابي عمرو بن العلاء وعاصم بن أبي النجود وغيرهما لأنهم يرجعون إلى أبي عبد الرحمن السلمي وأبو عبد الرحمن كان تلميذه وعنه أخذ القراءات اه وقال أيضا اتفق الكل على أنه كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله ص ولم يكن غيره يحفظه ثم هو أول من جمعه نقلوا أنه بعد وفاة النبي ص اشتغل بجمع القرآن ولو كان مجموعا في حياة رسول الله ص لما احتاج إلى التشاغل بجمعه بعد وفاته اه أقول مر في المقدمات عن ابن حجر أنه قال: ورد عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقيب موت النبي ص وأن عليا ع قال لما قبض رسول الله ص أقسمت أن لا أضع ردائي حتى أجمع ما بين اللوحين. وأما علم الأخلاق وتهذيب النفس فانتسابه إليه أشهر من أن يذكر وأوضح من أن يبين وكلامه في ذلك وخطبه ووصاياه قد ملأت الخافقين ومنه تعلم كل أخلاقي وواعظ وخطيب. وأما علم تدبير الملك وسياسة الرعية وإدارة الحرب فعليه يدور وإليه يحور وقد تضمن عهده للأشتر من ذلك وما ظهر منه في خلافته وفي حروبه ما يحير العقول. وصنف النسائي كتابا في الأحاديث اسماه مسند علي ففي كشف الظنون ما صورته: مسند علي لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 اه وهو غير الخصائص في الأحاديث النبوية في فضائله ونحوها. وفي كشف الظنون أيضا: الواعي في حديث علي ع للامام عبد الحق بن عبد الرحمان الإشبيلي المتوفى سنة 582.
المسألة المنبرية وهي أنه ع سئل وهو على المنبر عن بنتين وأبوين وزوجة فقال بغير روية صار ثمنها تسعا وهذه المسألة لو صحت لكانت مبنية على العول وهو إدخال النقص عند ضيق المال عن السهام المفروضة على جميع الورثة بنسبة سهامهم فهنا للزوجة الثمن وللأبوين الثلث وللبنتين الثلثان فضاق المال عن السهام لأن الثلث والثلثين تم بهما المال فمن أين يؤخذ الثمن فمن نفى العول قال إن النقص يدخل على البنتين. الفريضة من أربعة وعشرين للزوجة ثمنها ثلاثة وللأبوين ثلثها ثمانية والباقي ثلاثة عشر للبنتين نقص من سهمهما ثلاثة ومن أثبت العول قال يدخل النقص على الجميع فيزاد على الأربعة والعشرين ثلاثة تصير سبعة وعشرين للزوجة منها ثلاثة وللأبوين ثمانية وللبنتين ستة عشر والثلاثة هي تسع السبعة والعشرين فهذا معنى قوله صار ثمنها تسعا. قال ابن أبي الحديد: هذه المسألة لو فكر الفرضي فيها فكرا طويلا لأستحسن منه بعد طول النظر هذا الجواب فما ظنك بمن قاله بديهة واقتضبه ارتجالا اه قال المرتضى في الانتصار: أما