يكن من الأفعال الاختيارية لا يكون متعلقا للامر والنهي، لأنهما انما يتعلقان بما هو داخل تحت الاختيار لا ما هو خارج عنه. كما أنه لا يدخل في محل الكلام ما كان الفعلان اللذان أحدهما يكون متعلقا للامر والاخر يكون متعلقا للنهي مما لهما وجود وايجاد متعدد وكان أحدهما مغايرا وجودا للاخر كالصلاة والنظر إلى الأجنبية، فإنه لا اشكال في جوازه لأنه ليس من اجتماع الأمر والنهي في واحد، بل متعلق النهي غير متعلق الامر حتى بالنظر العرفي.
وعليه، فمحل الكلام ما كان كل من متعلق الأمر والنهي فعلا اختياريا وكانا بحسب الصورة موجودين بوجود واحد سواء كان من المبادئ المتأصلة أو المبادئ الانتزاعية.
فجهة الكلام هو ان التركيب بين المتعلقين انضمامي، بمعنى ان وجود كل منهما غير وجود الاخر حقيقة، أو اتحادي، بمعنى ان وجودهما واحد في الحقيقة وقد ذهب (قدس سره) إلى التفصيل بين مبادئ الاشتقاق والعناوين الاشتقاقية، فذهب إلى كون التركيب بين المبادئ تركيبا انضماميا والتركيب بين العناوين الاشتقاقية تركيبا اتحاديا.
واستدل على كون التركيب بين المبادئ انضماميا: بان المبدأ هوية واحدة محفوظ بتمام هويته من دون نقصان أين ما سرى، فالبياض الموجود مع الحلاوة عين البياض الموجود في العاج، والصلاة مع الغصب عين الصلاة في مكان آخر غير مغصوب، وهكذا الغصب مع الصلاة لا تختلف هويته عن الغصب مع غير الصلاة. وإذا كانت هوية المبدأ هوية واحدة لا اختلاف فيها أين ما سرت لزم أن يكون التركيب بين المبادئ تركيبا انضماميا.
كما أنه استدل على كون التركيب بين العناوين الاشتقاقية تركيبا اتحاديا: بان معروض العنوان وما ينطبق عليه هو الذات، وهي لا تتعدد بتعدد العنوان وان كان العرض القائم بها متعددا، فالذات التي ينطبق عليها الأبيض