وهكذا وقعوا في حيرة اخرى؛ حيث نظروا في كلام القدماء [فوجدوهم] يقولون: إن المفهوم الكذائي هل هو حجة أم لا (1)؟ مع أن الدلالة الالتزامية حجة بلا إشكال، فأولوا كلامهم بأن المقصود أن المفهوم ثابت أو لا؟ وإلا فمع ثبوته فهو حجة بلا إشكال، فالنزاع صغروي، لا كبروي (2).
كل ذلك للاختلاط الواقع منهم؛ لأجل قلة التتبع في كلام القوم، وما يظهر للمتأمل فيه بعد التتبع أن دلالة المفهوم عندهم دلالة اخرى خارجة عن الدلالات اللفظية، ومع كون الكلام ذا مفهوم بهذا المعنى - أي لا في محل النطق -