فصل في اختلاف الأمر والنهي قال المحقق الخراساني (قدس سره) ما محصله: إن الأمر والنهي مشتركان في الدلالة على الطلب، إلا أن الأمر يدل على طلب الوجود، والنهي على طلب العدم، فمتعلق أحدهما الوجود، والآخر العدم، ولا يدلان على الدوام والتكرار، لكنهما مختلفان عقلا مع وحدة المتعلق، فإن الأمر إذا تعلق بالطبيعة يكون امتثاله بتحقق فرد ما؛ ضرورة وجود الطبيعة بوجوده، وعصيانه بترك جميع الأفراد، وأما النهي إذا تعلق بها من غير قيد، يكون امتثاله بترك الطبيعة، وعصيانه بإتيان فرد ما.
فالأمر والنهي متعاكسان عقلا وإن كان متعلقهما طلب وجود الطبيعة وعدمها (1). انتهى (64).