وسبب الوهم ان ابن قتيبة لما ذكر ترجمة عمر ذكر أولاده ومنهم عبد الله بن عمر ثم ذكر أولاد عبد الله ابن عمر فذكر فيهم واقد بن عبد الله بن عمر فقال وقع عن بعيره وهو محرم فهلك فظن هذا المتأخر أن لواقد بن عبد الله بن عمر صحبة وانه صاحب القصة التي وقعت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وليس كما ظن فان واقدا المذكور لا صحبة له فان أمه صفية بنت أبي عبيد انما تزوجها أبوه في خلافة أبيه عمر واختلف في صحبتها وذكرها العجلي وغيره في التابعين ووجدت في الصحابة واقد بن عبد الله آخر لكن لم أر في شئ من الاخبار انه وقع عن بعيره فهلك بل ذكر غير واحد منهم ابن سعد أنه مات في خلافة عمر فبطل تفسير المبهم بأنه واقد بن عبد الله من كل وجه * (قوله باب الاغتسال للمحرم) أي ترفها وتنظفا وتطهرا من الجنابة قال ابن المنذر اجمعوا على أن للمحرم ان يغتسل من الجنابة واختلفوا فيما عدا ذلك وكأن المصنف أشار إلى ما روى عن مالك انه كره للمحرم ان يغطى رأسه في الماء وروى في الموطأ عن نافع ان ابن عمر كان لا يغسل رأسه وهو محرم الا من احتلام (قوله وقال ابن عباس يدخل المحرم الحمام) وصله الدارقطني والبيهقي من طريق أيوب عن عكرمة عنه قال المحرم يدخل الحمام وينزع ضرسه وإذا انكسر ظفره طرحه ويقول أميطوا عنكم الأذى فان الله لا يصنع بأذاكم شيئا وروى البيهقي من وجه آخر عن ابن عباس انه دخل حماما بالجحفة وهو محرم وقال إن الله لا يعبأ بأوساخكم شيئا وروى ابن أبي شيبة كراهة ذلك عن الحسن وعطاء (قوله ولم ير ابن عمر وعائشة بالحك بأسا) أما أثر ابن عمر فوصله البيهقي من طريق أبى مجلز قال رأيت ابن عمر يحك رأسه وهو محرم ففطنت له فإذا هو يحك بأطراف أنامله وأما اثر عائشة فوصله مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه واسمها مرجانة سمعت عائشة تسأل عن المحرم أيحك جسده قال نعم وليشدد (3) وقالت عائشة لو ربطت يداي ولم أجد الا أن أحك برجلي لحككت اه ومناسبة اثر ابن عمر وعائشة للترجمة بجامع ما بين الغسل والحك من إزالة الأذى (قوله عن زيد بن أسلم عن إبراهيم) كذا في جميع الموطآت واغرب يحيى ابن يحيى الأندلسي فادخل بين زيد وإبراهيم نافعا قال ابن عبد البر وذلك معدود من خطئه (قوله عن إبراهيم) في رواية ابن عيينة عن زيد أخبرني إبراهيم أخرجه أحمد واسحق والحميدي في مسانيدهم عنه وفى رواية ابن جريج عند أحمد عن زيد بن أسلم أن إبراهيم بن عبد الله بن حنين مولى ابن عباس أخبره كذا قال مولى ابن عباس وقد اختلف في ذلك والمشهور ان حنينا كان مولى للعباس وهبه له النبي صلى الله عليه وسلم فأولاده موال له (قوله إن ابن عباس) في رواية ابن جريج عند أبي عوانة كنت مع ابن عباس والمسور (قوله بالابواء) أي وهما نازلان بها وفى رواية ابن عيينة بالعرج وهو بفتح أوله واسكان ثانيه قرية جامعة قريبة من الأبواء (قوله إلى أبى أيوب) زاد ابن جريج فقال قل له يقرأ عليك السلام ابن أخيك عبد الله بن عباس ويسألك (قوله بين القرنين) أي قرني البئر وكذا هو لبعض رواة الموطأ وكذا في رواية ابن عيينة وهما العودان أي العمودان المنتصبان لأجل عود البكرة (قوله أرسلني إليك عبد الله ابن عباس يسألك كيف كان الخ) قال ابن عبد البر الظاهر أن ابن عباس كان عنده في ذلك نص عن النبي صلى الله عليه وسلم أخذه عن أبي أيوب أو غيره ولهذا قال عبد الله بن حنين لأبي أيوب يسألك كيف كان يغسل رأسه ولم يقل هل كان يغسل رأسه أو لا على حسب ما وقع فيه اختلاف بين المسور
(٤٨)