والعمل به الامر بحفظ النطق ويمكن ان يكون فيه إشارة إلى الزيادة التي وردت في بعض طرقه وهى الجهل فإنه يصح اطلاقه على جميع المعاصي وأما قوله والعمل به فيعود على الزور ويحتمل ان يعود أيضا على الجهل أي والعمل بكل منهما * (تنبيه) * قوله فليس لله وقع عند البيهقي في الشعب من طريق يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب فليس به بموحدة وهاء ضمير فإن لم يكن تحريفا فالضمير للصائم * (قوله باب هل يقول انى صائم إذا شتم) أورد فيه حديث أبي هريرة وقد تقدم الكلام عليه مستوفى قبل ستة أبواب (قوله فيه ولا يصخب) كذا للأكثر بالمهملة الساكنة بعدها خاء معجمة ولبعضهم بالسين بدل الصاد وهو بمعناه والصخب الخصام والصياح وقد تقدم ان المراد بالنهى عن ذلك تأكيده حالة الصوم والا فغير الصائم منهى عن ذلك أيضا (قوله لخلوف) كذا للأكثر وللكشميهني لخلف بحذف الواو كأنها صيغة جمع ويروى في غير البخاري بلفظ لخلفة على الوحدة كتمر وتمرة (قوله للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح) زاد مسلم بفطره وقوله يفرحهما أصله يفرح بهما فحذف الجار ووصل الضمير كقوله صام رمضان أي فيه قال القرطبي معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم وقيل إن فرحه بفطره انما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه (قلت) ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك فمنهم من يكون فرحه مباحا وهو الطبيعي ومنهم من يكون مستحبا وهو من يكون سببه شئ مما ذكره (قوله وإذا لقى ربه فرح بصومه) أي بجزائه وثوابه وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه أما لسروره بربه أو بثواب ربه على الاحتمالين (قلت) والثاني أظهر إذ لا ينحصر الأول في الصوم بل يفرح حينئذ بقبول صومه وترتب الجزاء الوافر عليه * (قوله باب الصوم لمن خاف على نفسه العزبة) بضم المهملة وسكون الزاي بعدها موحدة كذا لأبي ذر ولغيره العزوبة بزيادة واو والمراد بالخوف من العزوبة ما ينشأ عنها من إرادة الوقوع في العنت ثم أورد المصنف فيه حديث ابن مسعود المشهور وسيأتى الكلام عليه مستوفى في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى والمراد منه هنا قوله فيه ومن لم يستطع أي لم يجد أهبة النكاح (قوله فعليه بالصوم فإنه له وجاء) بكسر الواو وبجيم ومد وهو رض الخصيتين وقيل رض عروقهما ومن يفعل به ذلك تنقطع شهوته ومقتضاه ان الصوم قامع لشهوة النكاح واستشكل بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة وذلك مما يثير الشهوة لكن ذلك انما يقع في مبدأ الامر فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك والله أعلم * (قوله باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا) هذه الترجمة لفظ مسلم من رواية إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة وقد سبق للمصنف في أول الصيام من طريق ابن شهاب عن سالم عن أبيه بلفظ إذا رأيتموه وذكر البخاري في الباب أحاديث تدل على نفى صوم يوم الشك رتبها ترتيبا حسنا فصدرها بحديث عمار المصرح بعصيان من صامه ثم بحديث ابن عمر من وجهين أحدهما بلفظ فان غم عليكم فاقدروا له والآخر بلفظ فأكملوا العدة ثلاثين وقصد بذلك بيان المراد من قوله فاقدروا له ثم استظهر بحديث ابن عمر أيضا الشهر هكذا وهكذا وحبس الابهام في الثالثة ثم ذكر شاهدا من حديث أبي هريرة لحديث ابن عمر
(١٠١)