حراما كان الأكل والشرب بطريق الأولى فلذلك فرحوا بنزولها وفهموا منها الرخصة هذا وجه مطابقة ذلك لقصة أبى قيس قال ثم لما كان حلهما بطريق المفهوم نزل بعد ذلك وكلوا واشربوا ليعلم بالمنطوق تسهيل الامر عليهم صريحا ثم قال أو المراد من الآية هي بتمامها (قلت) وهذا هو المعتمد وبه جزم السهيلي وقال إن الآية بتمامها نزلت في الامرين معا وقدم ما يتعلق بعمر لفضله (قلت) وقد وقع في رواية أبى داود فنزلت أحل لكم ليلة الصيام إلى قوله من الفجر فهذا يبين ان محل قوله ففرحوا بها بعد قوله الخيط الأسود ووقع ذلك صريحا في رواية زكريا بن أبي زائدة ولفظه فنزلت أحل لكم إلى قوله من الفجر ففرح المسلمون بذلك وسيأتى بيان قصة عمر في تفسير سورة البقرة مع بقية تفسير الآية المذكورة إن شاء الله تعالى * (قوله باب قول الله عز وجل وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم) ساق إلى قوله إلى الليل وهذه الترجمة سيقت لبيان انتهاء وقت الاكل وغيره الذي أبيح بعد إن كان ممنوعا واستفيد من حديث سهل الذي في هذا الباب أن ذكر نزول الآية في حديث البراء أريد به معظمها وهو ان قوله من الفجر تأخر نزوله عن بقية الآية مع أنه ليس في حديث البراء التصريح بأن قوله من الفجر نزل أو لا فان رواية حديث الباب فيها إلى قوله الخيط الأسود ورواية أبى داود وأبى الشيخ فيها إلى قوله من الفجر فيحمل الثاني على أن قوله من الفجر لم يدخل في الغاية (قوله فيه البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم) يريد الحديث الذي مضى قبله وهو موصول كما تقدم ثم أورد المصنف في الباب حديثين الأول (قوله أخبرني حصين) روى الطحاوي من طريق إسماعيل بن سالم عن هشيم أنبأنا حصين ومجالد وكذا أخرجه الترمذي عن أحمد بن منيع عن هشيم الا انه فرقهما (قوله عن عدى بن حاتم) في رواية الترمذي أخبرني عدى بن حاتم وكذا أخرجه ابن خزيمة عن أحمد بن منيع وهكذا أورده أبو عوانة من طريق أبو عبيد عن هشيم عن حصين (قوله لما نزلت حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عمدت الخ) ظاهره ان عديا كان حاضرا لما نزلت هذه الآية وهو يقتضى تقدم اسلامه وليس كذلك لان نزول فرض الصوم كان متقدما في أوائل الهجرة واسلام عدى كان في التاسعة أو العاشرة كما ذكره ابن إسحاق وغيره من أهل المغازي فاما ان يقال إن الآية التي في حديث الباب تأخر نزولها عن نزول فرض الصوم وهو بعيد جدا واما أن يؤول قول عدى هذا على أن المراد بقوله لما نزلت أي لما تليت على عند اسلامي أو لما بلغني نزول الآية أو في السياق حذف تقديره لما نزلت الآية ثم قدمت فأسلمت وتعلمت الشرائع عمدت وقد روى أحمد حديثه من طريق مجالد بلفظ علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام فقال صل كذا وصم كذا فإذا غابت الشمس فكل حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود قال فأخذت خيطين الحديث (قوله إلى عقال) بكسر المهملة أي حبل وفى رواية مجالد فأخذت خيطين من شعر (قوله فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي) في رواية مجالد فلا أستبين الأبيض من الأسود (قوله فقال انما ذلك) زاد أبو عبيد ان وسادك إذا لعريض وكذا لأحمد عن هشيم وللإسمعيلي عن يوسف القاضي عن محمد بن الصباح عن هشيم قال فضحك وقال إن كان وسادك إذا لعريضا وهذه الزيادة أوردها المصنف في تفسير البقرة من طريق أبى عوانة عن حصين وزاد إن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك وفى رواية ابن إدريس عن حصين عند
(١١٣)