أبشروا بالنار. رواه الطبراني في الكبير والقاسم قال الذهبي أظن تفرد عنه فضيل بن حسين الجحدري. قلت ولم يضعفه أحد. وعن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك الذنوب التي لا تغفر الغلول فمن غل شيئا أتى به يوم القيامة وآكل فمن أكل الربا يأتي يوم القيامة مجنونا يتخبط ثم قرأ (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) وفيه الحسين بن عبد الأول وهو ضعيف. وعن ابن عباس في قوله عز وجل (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) قال يعرفون بذلك يوم القيامة إلا كما يقوم المجنون المخنق (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا) وكذبوا على الله (وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى) إلى قوله (ومن عاد) فأكل الربا (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) وقوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فان لن تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) إلى آخر الآية فبلغنا والله أعلم ان هذه الآية نزلت في بنى عمرو بن عمير بن عوف من ثقيف وفي بنى المغيرة من مخزوم كانت بنو المغيرة يربون لثقيف فلما أظهر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة وضع يؤمئذ الربا كله وكان أهل الطائف قد صالحوا على أن لهم رباهم وما كان عليهم من ربا فهو موضوع وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر صحيفتهم ان لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين أن يأكلوا الربا ولا يؤكلوه فأتى بنو عمرو بن عمير وبنو المغيرة إلى عتاب بن أسيد وهو على مكة فقال بنو المغيرة ما جعلنا أشقى الناس بالربا وضع عن الناس غيرنا فقال بنو عمرو بن عمير صولحنا على أن لنا ربانا فكتب عتاب بن أسيد في ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) فعرف بنو عمرو أن الإيذان لهم بحرب من الله ورسوله بقوله إن تبتم لا تظلمون فتأخذون أكثر ولا تظلمون فتبخسون منه
(١١٩)