و نصر مذهبه ورجحه على غيره وذكر فيه ترجيحاته ومنها كتاب العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن وهو أجل ما صنف في الفن والكواكب الدرية شرح أبيات البدرية والمجموعات المهدية كتابان و كتاب في الفروع ولم يكمل كمله بعض شيعته وكتاب في الفراض والسراج الوهاج في حصر مسائل المنهاج ولد بهجرة الكريش من بلاد الأهنوم بويع له بعد موت أبيه سنة 699 وتمكنت بسطته في اليمن واستفتح صنعاء وعدن وعاداه أهل الظاهر ولم يزل مجاهدا حتى توفاه الله بحصن ذي مرمر لثمان بقين من ذي الحجة سنة 724 فمدة خلافته تسع وعشرون سنة ونقل إلى غربي جامع صنعاء ودفن فيه جنب السيد يحيى صاحب الياقوتة (محمد بن معرف) الشيخ العلامة الزيدي من علماء الزيدية الاعلام عاصر الامام المهدى احمد بن الحسين وشهد بإمامته ودرس على الأمير على بن الحسين وفى المستطاب انه شيخ الأمير وأخذ عن ابن معرف الأمير الحسين بن محمد فقد تردد بين امامين وامتد زمانه إلى أيام الحسن بن بدر الدين وبايعه وله مؤلفات منها المذاكرة والمنهاج والمستصفى وهو أحد المذاكرين وفضله مشهور (محمد بن منصور) بن يزيد المرادي الكوفي الزيدي مسند الآفاق وامام الزيدية بالاتفاق وصاحب الأئمة وجامع أقوالهم وخادمها له مؤلفات نافعة منها أمالي احمد بن عيسى مسلسل الأحاديث وكتاب الذكر كذلك والمناهي وغير ذلك ومؤلفاته اثنان وثلاثون كتابا وهو جامع تفسير الغريب للامام زيد بن على باسناده حدث عن أمم كثيرة أقدم شيخ له ابن حريج ومحمد ابن إسماعيل الأحمسي وأبو كريب وغيرهم ومن الأئمة القاسم وأحمد بن عيسى وعبد الله بن موسى والحسن ابن يحيى وأخذ عنه الناصر للحق كثيرا وابن مالي اسمع عليه احمد بن عيسى مؤلفه سنة 256 وهو العام الذي مات فيه البخاري وفضله كثير شهير توفى رحمه الله سنة نيف وتسعين ومأتين اخرج له جميع الأئمة والشيعة (محمد بن محمد) بن محمد بن احمد الغزالي الأشعري ثم الزيدي الطوسي الملقب حجة الاسلام قرأ على الجويني بطوس إلى أن توفي وانتقل العراق وله المؤلفات المشهورة كالاحيا والمستصفى والمنتخب وغيرها مما يطول ذكرها وكان أشعري المذهب ثم انتقل إلى مذهب الزيدية وصح رجوعه برواية الشيخ محيي الدين الجيلاني ومثله قال الامام الشرفي وله كتاب سر العالمين يشهد بذلك واشتغل آخر عمره بالزهد والعبادة وكان الناصر الرضى صحبه واثنى عليه ولادته سنة 450 وقيل سنة 451 وتوفى في جمادى الآخرة سنة 505 (محمد بن يحيى) الهادي بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب الامام المرتضى المسمى جبريل أهل الأرض ولد سنة 278 وأخذ عن والده مؤلفاته وغيرها وكان عالما بالفقه وأصول الدين وله من المؤلفات في الفقه كتاب الايضاح والنوازل وغيرهما وله في علم الكلام مؤلفات وكان زاهدا ورعا قام بالإمامة بعد أبيه ثم تنحى عنها لأخيه الناصر ومدة انتصابه ستة اشهر بعد اعتزاله أغلق على نفسه الباب واشتغل بالعلم والعبادة حتى توفى في شهر المحرم سنة 310 رحمه الله (محمد بن يحيى) بن احمد حنش الزيدي الهدوي الفقيه المتكلم المحقق صاحب التصانيف الفائقة منها ياقوتة الغياصة شرح الخلاصة والتمهيد والقاطعة في الرد على الباطنية وله تعليق على اللمع وفى النفحات المسكية له شرف العصابة وسهم التوفيق والإصابة والمحرز من الاجتهاد نصابه مولده سنة 610 كان فقيها مجتهدا مصنفا وأبوه فقيه فقط وأشار اليه السيد الهادي في منظومته فقال: وحبر طفال من به شرف الهدا * وراح به مسرود بأكل منهل
(المقدمة ٣٦)