ألا ان فقد العلم من فقد مالك * فلا زال فينا صالح الحال مالك يقيم طريق الحق والحق واضح * ويهدى كما تهدى النجوم السوالك الخ الأبيات و رأى ابن أبى كثير قارئ المدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم جالسا والناس حوله يقولون يا رسول الله أعطنا يا رسول الله من لنا فقال لهم انى قد كنزت كنزا تحت المنبر وأمرت مالكا أن يقسمه فيكم اذهبوا إلى مالك و سأل إسماعيل ابن أبى أوس لما مرض مالك بعض أهله ما قال مالك عند موته فقالوا شهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة 179 وقيل في صفر تلك السنة قال الواقدي مات وهو ابن سبعين سنة وحمل به في البطن ثلاث سنين روى له الأئمة والجماعة (المحسن بن محمد بن كرامة) الجشمي البيهقي الحاكم المتكلم المعتزلي ثم الزيدي وجشم بلدة من خراسان ولد في رمضان سنة 414 وكان علامة في فنون كثيرة ومصنفاته اثنان وأربعون كتابا حافلة منها في علم الكلام العيون وشرحه والرد على المجبرة ورسالة الشيخ إبليس إلى اخوانه المناحيس * وكتاب المؤثرات وغيرها وفى الحديث جلاء الابصار مسند وليس بذاك في الحديث وتنبيه الغافلين على فضائل الطالبين وليس له نظير في الآيات الواردة في أمير المؤمنين وأولاده وغيرهما وفي علم التاريخ كتاب السفينة وليس مثله في كتب الأصحاب جمع سيرة الأنبياء وسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسيرة الصحابة والعترة إلى زمانه وذكر من اتفق على إمامته ومن اختلف فيه وفيها فنون اخر وهي أربعة مجلدة وغيرها في الفن وفى علم التفسير كتاب التهذيب المشهور المتميز من بين التفاسير بالترتيب الأنيق فإنه يورد الآية كاملة ثم يقول القرآة ويذكرها ويميز السبع من غيرها ثم يقول اللغة ويذكرها ثم يقول الاعراب ويذكره ثم يقول النظم ويذكره ثم يقول المعنى ويذكره ويذكر أقوالا متعددة وينسب كل قولي إلى قائله من المفسرين ثم يقول النزول ويذكر سببه ثم يقول الاحكام ويستنبط أحكاما كثيرة من الآية وله غير ذلك ذكرها القاضي احمد بن سعد الدين عاصر الامام المرشد بالله وكان الامام أكبر منه بسنتين وتوفى قبل الامام بنحوها وله مشايخ عدة أكثر في الرواية عن الشيخ أبى حامد محمد بن احمد وارتحل اليه القاضي إسحاق بن عبد الباعث سنة 441 وأخذ عنه و هو يروى عن الامام أبى طالب بوساطة رجل وتفسير الكشاف قيل من تفسير الحاكم بزيادة تعقيد والله اعلم وكنيته أبو سعد ويقال أبا سعيد وقتل في 3 شهر رجب بمكة سنة 494 خرج له ص بالله والفقيه حميد (محمد بن إبراهيم) بن أبى الفضل الجاجرمي الشافعي أبو حامد سكن بنيسابور وله الكفاية و غيرها من المصنفات وأفاد كثيرا وجاجرم بلدة بين نيسابور وجرجان خرج منها جماعة من العلماء توفى في رجب سنة 613 بنيسابور (محمد بن احمد) بن يحيى بن يحيى الأمير بدر الدين الهدوي الامام العلامة كان هو واخوه ممن يؤهل للإمامة وكان ص بالله يحثهما على القيام وكتب اليه يا بن على بن أبى طالب * قم فانصر الحق على الباطل و كان الأمير بدر الدين أصغر من أخيه يحيى عن القاضي جعفر وقرأ عليه هو وأخوه يحيى جميع العلوم وعنهما الشيخ محيي الدين وغيره وكانا أفضل أهل زمانهما علما وعملا روى أن ص بالله قال لهما أعمرا لأولادكما فقالا لا نلقى الله بعمارة قلعة يصبح أولادنا يظلمون الناس فقال أعمرا ولكما قصدكما وعليهم فعلهم فأبيا فعمره ص بالله مات الأمير بدر الدين يوم الخميس في نصف رجب سنة 606 بهجرة قطابر وقبره مشهور مزور وعمره 85 سنة وله كرامات حكاها ولده الأمير الحافظ (الشيخ العالم الحفظ)
(المقدمة ٣٢)