مات رضى الله عنه سنة 32 أو سنة 33 وهو ابن بضع وستين سنة وصلى عليه عثمان وقيل الزبير وقيل عمار رضى الله عنه ودفن بالبقيع (عبد الرحمن بن عوف) القرشي المكي أحد العشرة أسلم قديما وهاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد كلها وثبت يوم أحد وأصابته عشرون جراحة فهتم (1) و عرج وكان كثير المال كثير الصدقة دعى له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالربح فكان لو اتجر في التراب لربح توفى سنة أحدا أو ثلاث وثلاثين عن 75 ودفن بالبقيع وقال على عليه السلام لما مات يا بن عوف أدركت صفوها وسبقت كدرها (عثمان بن عفان) ابن أبى العاص ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي المكي أسلم بعد نيف وثلاثين رجلا وتزويج رقبة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهاجر بها إلى الحبشة وهو أول من هاجر إليها فلما ماتت رقية زوجه صلى الله عليه وآله وسلم أم كلثوم ابنته ثم بويع له بعد خلافة عمر بن الخطاب وفتح أيام خلافته مدنا كثيرة أولها الإسكندرية إلى ساحل الأردن ونحوها ثم حصلت احداث أعظمها استبقاء مروان لديه ونفى أبى ذر الربذة واستدعاء ابن مسعود وحبسه ونحو ذلك وكان كلفا بقرابته وهم قرابة سوء فتجمعت جموع من قبائل شتى وبلدان شاسعة عجز أهل المدينة عن دفعهم فحصروه أربعين يوما ثم قتلوه يوم الجمعة لعشر خلت من ذي الحجة وكانت فتنة في الاسلام عظيمة ولم تنغلق إلى يوم القيامة وبويع بعده لأمير المؤمنين كما سيأتي (عدى بن حاتم) بن عبيد الله بن سعد القحطاني الطائي الجواد بن الجواد كان مجوسيا ولما سمع بخيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطيت أطراف بلادهم فر فلحق بالروم وترك أخته فسبيت مع كثير من قومها ولما وصلت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت يا محمد اني أبنت أسرة قومي كان أبى يفك العاني ويطعم الجائع أنا ابنة حاتم الطائي فمن عليها ومن معها فكتبت إلى عدى تلومه فوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكرمه و فرح باسلامه وكان اسلامه سنة 9 وشهد مع على عليه السلام حروبه وفقئت عينه يوم الجمل و قتل ابنه وكان إذا ركب تخط رجلاه في الأرض وتوفى رضى الله عنه تقريبا سنة 88 عن مائة وعشرين سنة ويكنى أبا طريف رحمه الله (عروة بن الجعد) ويقال ابن أبى الجعد البارقي وبارق بطن من الأزد وكان من فضلاء الصحابة وولى قضاء الكوفة قبل شريح لعمر كان عنده تسعين فرسا مربوطة للجهاد وهو الذي وكله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شراء أضحية (على بن أبى طالب) ابن عبد المطلب القرشي الهاشمي أمير المؤمنين وختنه وأخيه وابن عمه وعيبة علمه ومستودع سره وأبو سبطيه الجامع لم تفرق في الصحابة اعلمهم علما وأقدمهم اسلاما وأشجعهم قلبا وأكثرهم بلاء في الجهاد القاطف بسيفه رؤوس الأعداء الناصح لله وللعباد أقرب الناس اليه وأحبهم اليه وأحظاهم لديه كان أول السبق إلى الاسلام وأفضل أهل الشجاعة وأجلاء أهل الزهد وأعلم أهل العلم وأحد أهل الكساء وزوجته الزهري سيدة النساء وليس في أحد من الفضل الا كان أسبق فيه من فيه ما فيكم من كل مكرمة * وليس في كلكم ما فيه من حسن شهد المشاهد كلها الا تبوكا فإنه خلفه على المدينة وقال له تخلفني في النساء والصبيان فقال اما ترضا أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدي وأمه فاطمة بنت أسد وفضلها شهير ولما قتل
(المقدمة ٢٧)