أقام في موضع عشرة أيام فهذا يجب عليه التقصير إذا سافر عن موضعه سفرا يوجب التقصير فقد صار البدوي على ضربين: أحدهما له دار مقام جرت عادته فيها بالإقامة فهذا يجب عليه التقصير إذا سافر عن دار إقامته سفرا يوجب التقصير، والآخر لا يكون له دار مقام وإنما يتبع مواضع النبت ويطلب مواضع القطر وطلب المرعى والخصب فهذا يجب عليه الإتمام ولا يجوز له التقصير.
ولا يجوز التقصير للذي يدور في جبايته والذي يدور في إمارته ومن يدور في تجارته من سوق إلى سوق والبريد.
وقال ابن بابويه في رسالته: والمكاري والكري فالكري هو المكاري فاللفظ مختلف وإن كان المعنى واحدا. قال عذافر الكندي:
لو شاء ربي لم أكن كريا ولم أسق بشعفر المطيا شعفر بالشين المعجمة والعين غير المعجمة والفاء والراء غير المعجمة اسم امرأة من العرب:
بصرية تزوجت بصريا يطعمها المالح والطريا تخاله إذا مشى خصيا من طول ما قد حالف الكرسيا والكري من الأضداد قد ذكره أبو بكر بن الأنباري في كتاب الأضداد يكون بمعنى المكاري ويكون بمعنى المكتري.
وقال ابن بابويه أيضا في رسالته: ولا يجوز التقصير للاشتقان بالشين المعجمة والتاء المنقطة من فوقها بنقطتين والقاف والنون هكذا سماعنا على من لقيناه وسمعنا عليه من الرواة ولم يبينوا لنا ما معناه.
قال محمد بن إدريس رحمه الله: وجدت في كتاب الحيوان للجاحظ ما يدل على أن الاشتقان الأمين الذي يبعثه السلطان على حفاظ البيادر. قال الجاحظ: وكان أبو عباد النميري أتى باب بعض العمال يسأله شيئا من عمل السلطان فبعثه اشتقانا فسرق كل شئ في البيدر وهو لا يشعر فعاتبه في ذلك فكتب إليه أبو عباد:
كنت بازي أضرب الكركي والطير العظاما * فتقنصت بي الصعو فأوهنت القداما