باب ذكر أعمال الصلاة المفروضة وما يلحق بذلك من الشروط:
اعلم إن المفروض من ذلك هو الطهارة والتوجه إلى القبلة والمعرفة بالوقت وأعداد الفرائض وستر العورة والقيام مع القدرة أو ما يقوم مقامه مع العجز والنية وتكبيرة الافتتاح والقراءة في الركعتين الأوليين والتسبيح أو القراءة في الأخريين، والركوع والتسبيح فيه أو الذكر لله، والسجود والتسبيح فيه أو الذكر والتشهدان الأول والثاني والصلاة على النبي وآله صلى الله عليهم فيهما.
ومن فروض الصلاة ما يجري مجرى الترك نحو: أن لا يكون على بدن المصلي وثوبه نجاسة منعت الشريعة من الصلاة وهي فيه أو في موضع سجوده نجاسة، وأن لا يتكلم ولا يضحك ولا يأكل ولا يشرب ولا يفعل فعلا يخرج به من أفعال الصلاة، فمتى ترك شيئا مما ذكرناه عامدا من غير عذر فلا صلاة له وعليه الإعادة، ومتى تركه ساهيا كانت له أحكام نذكرها في باب السهو وبيان أحكامه إن شاء الله تعالى.
باب كيفية فعل الصلاة على سبيل الكمال المشتمل على الفرض والنفل:
ينبغي لمن أراد الصلاة وكان منفردا بعد ما شرطناه من التوجه إلى القبلة والنية والأذان والإقامة وغير ذلك، أن يبتدئ فيكبر ثلاث تكبيرات متواليات يرفع بكل واحدة منهن يديه حيال وجهه وقد بسط كفيه من غير أن يفرق بين أصابعه إلا الإبهام فإنه يفرق بينها وبين المسبحة، ولا يتجاوز بيديه في رفعهما شحمتي أذنيه، وإذا أرسل في الثالثة يديه قال:
اللهم أنت الملك الحق لا إله إلا أنت سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ثم يكبر تكبيرتين على الصفة التي ذكرناها ويقول:
لبيك وسعديك ومعنى لبيك أي إقامة على إجابتك وطاعتك بعد إقامة من قولهم: ألب فلان بالمكان أي أقام به، والخير في يديك والمهدي من هديت عبدك بن عبدك بين يديك لا ملجأ منك إلا إليك