ذلك ويسبحه ويعترف بنعمته ويجتهد في الشكر عليها.
وقد روي فيما يقال في سجدة الشكر أشياء كثيرة من أرادها أخذها من مواضعها وأوجزها أن يقول: شكرا شكرا شكرا ويكرر ذلك مرارا أدناها ثلاثا أو حتى ينقطع النفس وإن شاء عفوا عفوا. وروي أن أمير المؤمنين ع كان يقول إذا سجد: وعظتني فلم أتعظ وزجرتني عن محارمك فلم أنزجر وغمرتني أياديك فما شكرت عفوك عفوك يا كريم.
ويستحب له إذا رفع رأسه من السجود أن يضع باطن كفه اليمنى على موضع سجوده، ثم يمسح بها وجهه وصدره، وهذا التعقيب يستحب في دبر كل فريضة ونافلة والسجود والتعفير إلا فريضة المغرب فالمستحب أن يكون تعقيبها بهذا الدعاء، والسجود والتعفير ما خلا تسبيح الزهراء ع بعد نافلتها بذلك تظاهرت الآثار عن الأئمة الأطهار، ومن سجد وعقب بما ذكرناه كان فاعلا فضلا، ومن ترك فلا شئ عليه.
وسجدة الشكر مستحبة عند تجديد نعم الله ودفع البلايا والنقم وأعقاب الصلوات.
وروي عنه ع أنه لما أتى برأس أبي جهل لعنة الله سجد شكرا لله، وروي أنه رأى نغاشيا فسجد، والنغاشي - بالنون المضمومة والغين المعجمة المفتوحة والشين المعجمة المكسورة والياء المشددة - الرجل القصير الزري.
باب ذكر أحكام الأحداث التي تعرض في الصلاة وما يتبع ذلك:
كل شئ عرض للإنسان في الصلاة على وجه لا يتمكن من دفعه، وهو مما لا ينقض الطهارة كالقئ والرعاف فعليه أن يغسله ويزيله، ويعود فيبني على ما مضى من صلاته بعد أن لا يكون قد استدبر القبلة وزال عن جهتها بالكلية أو أحدث ما يوجب قطع الصلاة من كلام أو غيره أو ما يوجب نقض الطهارة من سائر الأحداث إلا أن يكون تكلم ناسيا في الحال التي يأخذ فيها في إزالة ما عرض له من الرعاف الذي يلزم معه إزالته من ثيابه وبدنه وهو أن يكون بلغ درهما فصاعدا.
فأما القئ فلا يجب عليه إزالته ولا انصرافه من صلاته لأنه عندنا طاهر لم يكن عليه شئ، وجاز له البناء على ما مضى ويجري ذلك مجرى أن يتكلم في الصلاة ناسيا، وكذلك