الصدوق (رحمه الله) في (من لا يحضره الفقيه)، وقد أشار إليه السيد الخوئي بعنوان التأييد لوثاقته التي أثبتها بوروده في أسانيد كامل الزيارات وبيانه: أن الشيخ الصدوق (رحمه الله) - في (من لا يحضره الفقيه) (1) ذكر في زيارة الحسين (عليه السلام) زيارة نقلها عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير عن الصادق (عليه السلام)، ثم ذكر وداعا للحسين (عليه السلام) نقلا عن يوسف الكناني عن أبي عبد الله (عليه السلام) ثم قال: " وقد أخرجت في كتاب الزيارات، وفي كتاب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنواعا من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب، لأنها أصح الروايات عندي من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية "، ومن البعيد افتراض رجوع اسم الإشارة في عبارته هذه إلى زيارة الوداع رغم أنها هي الزيارة المتصلة بهذه العبارة، فالظاهر رجوعها إلى الزيارة التي نقلها عن الحسن بن راشد - وإن كانت تلك مذكورة قبل زيارة الوداع - فإنها هي الزيارة العامة المنصرف إليها الكلام لا الزيارة الخاصة بحال الوداع، وهي التي عنونها بعنوان: (زيارة قبر أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)) ولم يعنون الوداع بذلك، فهذه شهادة منه (رحمه الله) بأن هذه الزيارة أصح الزيارات سندا، وللصدوق (رحمه الله) إلى الحسن بن راشد - على ما نقله هو في مشيخة الفقيه - سندان:
أحدهما: عبارة عن أبيه عن سعد بن عبد الله وأحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد.
والثاني: عبارة عن محمد بن علي ماجيلويه عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن هاشم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد. إذن فالقاسم بن يحيى واقع في كلا السندين، فحكمه بتصحيح هذه الزيارة يعني وثاقة القاسم بن يحيى.
ولعل السبب في أن السيد الخوئي جعل هذا تأييدا لوثاقة القاسم بن يحيى ولم