سواء علمه عالم من خارج أو لم يعلمه فتلك الصورة الجسمية مجهوله بالذات و الحقيقة سواء كان في الوجود جاهل أو لم يكن كذلك حال الاعدام والقوى و الامكانات وسائر الأمور العدمية أو ضعفاء الوجود فإنها لا صوره عقلية يطابقها في الحقيقة فمن رام ان يعقل الهيولى الأولى كما هي عليه لا يمكنه لا لنقص في عقله بل لضعف تجوهر الهيولى بحسب الحقيقة حيث لا صوره لها في الوجود الا قوه الصور واستعدادها واستعداد الصورة غير الصور وكل معقول الذات له صوره لا محاله وهكذا القول في الأجسام المادية وذوات الأوضاع.
وثانيها ان الحكماء قد حكموا بأن وجود المحسوس بما هو محسوس لا يمكن ان يكون معقولا ولا مدركا الا باله جسمانية (1) وأقاموا على صحه هذه الدعوى برهانا قطعيا لا يمكن القدح فيه.
وثالثها ان أنحاء وجودات الأشياء في أنفسها (2) بحسب ما هو الأمور عليه