في شئ من الصور من القوة إلى الفعل فسميت في تلك الحالة عقلا هيولانيا وان لم تكن خاليه فلا يخلو اما ان يكون الحاصل فيها من العلوم الأوليات فقط (1) أو يكون قد حصلت النظريات مع ذلك فإن لم يحصل فيها الا الأوليات التي هي آله لاكتساب النظريات فيسمى تلك الحالة عقلا بالملكة أي لها قدره الاكتساب وملكه الانتقال إلى نشأة العقل بالفعل (2) وانما لم تسم هذه المرتبة من النفس عقلا بالفعل لان الوجود العقلي لم يحصل ولا يحصل بادراك الأوليات والمفهومات العامية لان الشئ لا يتحصل بالفعل بأمر مبهم عام ما لم يتعين أمرا متحصلا إذ نسبه القضايا الأولية في باب المعقول إلى الصور العقلية النظرية كنسبة الجسمية المشتركة إلى الطبائع الخاصة في باب المحسوس فكما ان الشئ الجسماني لا يصير موجودا في العين بمجرد الجسمية ما لم يصر جسما مخصوصا له طبيعة مخصوصة فكذا وجود العقل بالفعل لا يتحصل بمجرد المفهوم الأولى العام و القضايا الأولية كمفهوم الوجود والشيئية وكقولنا الواحد نصف الاثنين والكل أعظم من جزئه ثم إن النفس في هذه المرتبة ان تميزت عن سائر النفوس بكثرة الأوليات وشده الاستعداد وسرعة القبول للأنوار العقلية كفتيلة كبريتية لها سخونة شديده يكاد ان تشعل بنفسها كما أشار إليه تعالى يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار سميت القوة القدسية والا فلا وإن كان قد حصل لها النظريات فلا يخلو اما ان يكون تلك النظريات غير حاضره ولا مشاهده بالفعل ولكنها متى شائت النفس استحضرتها بمجرد الالتفات وتوجه الذهن إليها أو هي حاضره بالفعل مشاهده بالحقيقة فالنفس في الحالة الأولى تسمى عقلا بالفعل و
(٤٢٠)