الموجود الذي يقبل الوضع لذاته أي يمكن ان يشار إليه إشارة حسية ويلزم التجزي باجزائه مختلفة الأوضاع بمعنى ان يكون لبعض اجزائه نسبه إلى بعض بان يكون منه في جهة من الجهات وعلى بعد من الابعاد (1) وكل موجود يكون هذا شانه فهو مادي (2) والطبائع المعقولة إذا تحصلت في أشخاص كثيره يكون الأسباب الأول لتعين أشخاصها وتشخصها هي اما الزمان كما للحركات واما المكان كما للأجسام أو كلاهما كما للأشخاص المتغيرة المتكثرة الواقعة تحت نوع من الأنواع وما لا يكون مكانيا ولا زمانيا فلا يتعلق بهما ويتنفر العقل من اسناده إلى أحدهما كما قيل الانسان من حيث طبيعة الانسان متى توجد أو أين توجد أو كون الخمسة نصف العشرة في أي زمان يكون وأي بلده يكون بل إذا تعين شخص منها كهذا الانسان أو هذه الخمسة والعشرة فقد يتعلق بهما بسبب تشخصهما وكون الأشخاص المتفقه الحقائق زمانيا أو مكانيا لا يقتضى كون المختلفة الحقائق غير زماني وغير مكاني فان كثيرا منها يوجد أيضا متعلقا بالزمان والمكان كالأجرام العلوية بأسرها وكليات العناصر السفلية وإذا تقرر هذا فلنعد إلى المقصود ونقول إذا كان المدرك أمرا يتعلق بزمان أو مكان فإنما يكون هذه الادراكات منه باله جسمانية لا غير كالحواس الظاهرة والباطنة أو غيرها فإنه يدرك المتغيرات الحاضرة في زمانه ويحكم بوجودها ويفوته ما يكون وجوده في زمان غير ذلك الزمان ويحكم بعدمه بل يقول إنه كان أو سيكون وليس الان ويدرك المتكثرات التي يمكن له ان يشير إليها ويحكم عليها بأنها في أي جهة منه وعلى أي مسافة ان بعد عنه اما
(٤١٠)