الحصولي كالشيخ الرئيس واتباعه مثل بهمنيار وغيره فقد قال الشيخ في كتابي الشفاء و النجاة هكذا وليس يجوز ان يكون واجب الوجود يعقل الأشياء من الأشياء والا فذاته اما متقومة بما يعقل فيكون تقومها بالأشياء واما عارضه لها ان تعقل فلا تكون واجبه الوجود من كل وجه وهذا محال (1) ويكون لولا أمور من خارج لم يكن هو بحال (2) ويكون له حال لا يلزم عن ذاته بل عن غيره فيكون لغيره فيه تأثير والأصول السالفة تبطل هذا وما أشبهه ولأنه مبدأ كل وجود فيعقل من ذاته ما هو مبدأ له و هو مبدأ للموجودات التامة بأعيانها والموجودات الكائنة الفاسدة بأنواعها أولا وبتوسط ذلك بأشخاصها (3) ومن وجه آخر لا يجوز ان يكون عاقلا لهذه المتغيرات مع تغيرها من حيث هي متغيرة عقلا زمانيا مشخصا بل على نحو آخر نبينه فإنه لا يجوز ان يكون تارة يعقل عقلا زمانيا منها انها موجودة غير معدومة وتارة يعقل عقلا زمانيا انها معدومة غير موجودة فيكون لكل واحد من الامرين صوره على حده ولا واحده من الصورتين تبقى مع الأخرى فيكون واجب الوجود متغير الذات ثم الفاسدات ان عقلت بالماهية المجردة وما يتبعها مما لا يتشخص لم تعقل بما هي فاسده وان أدركت بما هي مقارنه لمادة وعوارض مادة ووقت وتشخص وتركب لم تكن معقولة بل هي محسوسة أو متخيلة ونحن قد بينا في كتب أخرى ان كل صوره لمحسوس وكل صوره خيالية
(٤٠٤)