العلم بأسبابها القصوى لا بد وان يتغير بتغيرها فإنك إذا علمت من زيد انه في الدار عند كونه فيها فإذا خرج زيد عن الدار فاما ان يبقى العلم الأول أو لا يبقى فان بقي لم يكن علما بل جهلا فذلك الاعتقاد قد تغير في كونه علما واما ان لم يبق فالتغير هاهنا أوضح (1).
وقال بعض الناس العلم بان الشئ سيوجد هو نفس العلم بوجوده إذا وجد ذلك الشئ وهذا مما أبطلوه بوجهين.
الأول انه لو كان كذلك لوجب إذا علمنا في وقتنا هذا ان زمانا من الأزمنة سيوجد نحو ان نعلم في النهار بان الليل المستقبل سيوجد ثم جاء الليل ونحن في مكان (2) لا نميز بين الليل والنهار ان نكون عالمين بوجود الليل إذ فينا علم بذلك