وذاتياته وذلك لان فاعل حركه المباشر لها لا بد وأن يكون متحركا والا لزم تخلف العلة عن معلولها فلو لم ينته (1) إلى امر وجودي متجدد الذات لأدى ذلك إلى التسلسل أو الدور وسنرجع إلى تحقيق ذلك الامر إن شاء الله تعالى فالآن نقول قولا مجملا ان قابل حركه امر بالقوة اما من هذه الجهة أو من كل جهة وفاعلها امر بالفعل اما من هذه الجهة واما من كل جهة ولا محاله ينتهى جهات الفعل إلى ما هو بالفعل من كل وجه دفعا للدور أو التسلسل كما أن جهات القوة ترجع إلى امر بالقوة من كل وجه الا كونه بالقوة لان القوة قد حصلت فيه بالفعل وبذلك يمتاز عن العدم المطلق فثبت ان في الوجود طرفين (2) أحدهما الحق الأول والوجود البحت جل ذكره والاخر الهيولى الأولى والأول خير محض وهذه شر لا خيرية فيه الا بالعرض (3) ولكونها قوه جميع الموجودات يكون خيرا بالعرض بخلاف العدم فإنه شر محض ومن هاهنا ظهر ان الجسم مركب من هيولي وصوره لان الجسم فيه قوه حركه وله الصورة الجسمية أعني الاتصال الجوهري وهو امر بالفعل ففيه كثره إشارة إلى أن كل بسيط الحقيقة يجب ان يكون جميع الأشياء بالفعل وهذا مطلب شريف لم أجد في وجه الأرض من له علم بذاك
(٤٠)