اشتراك لفظ الابتداء بين معنيين متغايرين فان لفظ الابتداء قد يطلق على طرف الشئ ونهايته وقد يطلق على الان الذي يوجد فيه الشئ الدفعي الحدوث المستمر الذات أو لا وحركه ليست مما يوجد دفعه ثم يستمر فليس لها آن أول الحدوث ولا لجزء منها لان جزء حركه أيضا حركه بل لها طرف ونهاية يختص بان هو منطبق على طرفها ومن تعاريف حركه ما ذكره الشيخ في النجاة وهو ان حركه تبدل حال قاره في الجسم يسيرا يسيرا على سبيل اتجاه نحو شئ والوصول به إليه وهو بالقوة أو بالفعل.
فلنبين قيود هذا التعريف واحترازاته فقوله تبدل حال قاره احتراز عن انتقال من حال غير قاره إلى حال غير قاره أخرى كانتقال من متى إلى متى أو من فعل إلى فعل أو من انفعال إلى انفعال إذ تلك الأمور أحوال غير قاره والانتقال منها ليس حركه كما أن التلبس بها ليس بسكون (1) وقوله في الجسم احتراز عن تبدل الأحوال القارة للنفوس المجردة (2) من صفاتها وادراكاتها إذ ذلك لا يكون حركه لا عن تبدل الهيولى الأولى في صفاتها على ما قيل فان للهيولي حركه في استعداداتها وانفعالاتها وقد يقال إن المتحرك في حركه الكمية ليس الا المادة بل المراد من الجسم ما يعمه ومادته وقوله يسيرا يسيرا يخرج تبدلا لا يكون كذلك في الجسم