الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٥١
فيكون الإضافة مقومه له وليس امكان الوجود المطلق (1) جوهرا ولا عرضا غير نفس الإضافة ولو كان الامكان جوهرا لكان له وجود خاص مع قطع النظر عن الإضافة ولو كان كذلك لكان قائم الوجود بذاته لا منشأ لامكانه وكذا لو كان عرضا قارا (2) فقد علم (3) انه ليس لامكان الوجود مطلقا وجود في الخارج ثم يعرض له الإضافة من خارج بل الموجود من امكان الوجود هو الامكانات المخصوصة حتى يكون مضافا مشهوريا (4) لا حقيقيا فهي اعراض لموضوعات والإضافة مقومه لامكان وجود كذا والجوهر لا يقومه العرض فهو عرض (5) فيجب ان يكون موجودا في

(1) المراد بالوجود المطلق هنا الوجود الذي هو محمول الهلية البسيطة والوجود المقيد محمول الهلية المركبة كالكتابة ونحوها لزيد والاطلاق بالنسبة إلى الصور والعرض والنفس س ره.
(2) أي يكون الاستعداد حينئذ ممكنا لا امكانا وليس التشبيه في القيام بالذات و هو ظاهر وانما قال لا منشأ ولم يقل لا امكانا لان الاستعداد منشأ وراسم للامكان لا نفسه كما عرفت انه مضافا إلى المستعد له امكان له فما هو الامكان ليس الا الإضافة ولهذا قال إنه مضاف حقيقي لا مشهوري والا فنفس الاستعداد مما يعرض له الإضافة فهو مضاف مشهوري وكيفية وأراد بالقار العرض المتأصل المتقرر في المحل لا ما يقابل المتجدد ثم المراد ان الامكان الاستعدادي بما هو مأخوذ في قوامه الإضافة ليس عرضا متقررا ولا ينافي ان يكون بما هو ملزوم الإضافة عرضا متقررا ومضافا مشهوريا وصيرورته ممكنا لا امكانا ممنوع بل يكون امكانا لما بعده لا بالنسبة إلى ما قبله والتسلسل تعاقبي مجوز كما سيأتي عند قوله ومما يجب ان يعلم أن الامكان الخ كيف وهو امر يقبل الشدة والقرب و البعد وهذا دليل الوجود س ره (3) وذلك لان الامكان الاستعدادي نفس الإضافة لما عرفت من الفرق بينه وبين الاستعداد نفسه وقيد الاطلاق ليشمل النفس والعرض والصورة جميعا س ره (4) متعلق بما قبل كلمه بل س ره (5) ومحصله ان هذا الامكان هيئة في الموضوع تربطه بالممكن إذا لاحظها العقل وجدها نسبة متكررة قائمه بطرفين هما الموضوع والممكن فالذي يقوم بالموضوع هو امكان ان يصير هو الممكن الآتي وجوده والذي يقوم بالممكن هو امكان ان يوجد في الموضوع ط مد
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست