فإنه يجب ان يعلم أن الموجودات منها ما هي محققه الوجود ومحصلته ومنها ما هي أضعف في الوجود والزمان يشبه ان يكون أضعف وجودا من حركه انتهى كلامه.
والشيخ قدس سره اجل شانا وارفع محلا من أن يناقض نفسه في كتاب واحد (1) إذ ظهر من كلامه ان حركه أقوى في الوجود يوصف في الأعيان بنحو من الوجود مطلقا أعني الزمان فيكون لها وجود في الأعيان بالضرورة كيف وهو علة الزمان ومحله فيكون أولى بالوجود كما نص عليه فعلم أن معنى ما رامه من نفى وجود حركه هو الذي أومأنا إليه.
الخامس ان حركه بمعنى التوسط المذكور لا وجود له في الأعيان لأنه كلي والكليات بما هي كليات أي معروضه للعموم والاشتراك غير موجودة في الخارج فالموجود من حركه المعينة هي الحصول في حد معين وذلك امر آني ولهذا ذهب جمع إلى أن حركه حصولات متعاقبة في حدود من المسافات متتالية فيلزم تتالي الآنات وتشافع الحدود وهو باطل كيف ولو كان كذلك لم يكن كل واحد من تلك الحصولات كمالا أوليا بل هو الكمال الثاني لان حركه هو السلوك إلى الحصول في حد معين والطلب له لا انه نفس ذلك الحصول إذ طلب الشئ ليس ذلك الشئ بعينه والسلوك إليه غير الحصول فيه.
والجواب ان حركه بهذا المعنى وإن كان لها ابهام بالقياس إلى الحصولات الآنية والزمانية التي يعتبرها العقل الا انها مع ذلك لها تعين من جهة تعين الموضوع (2) ووحده المسافة ووحده الزمان والفاعل المعين (3) والمبدء الخاص