قلنا نحن لا نمنع ان يكون لمثل هذا الشئ المتبدل وجود ذاته في الاستكمال تعلق ما بجوهر مادي واقع تحت حركه والزمان (1) واما قوله وتجدد مركب لا بسيط فغير مسلم ان أراد به المركب الخارجي في ذاته لان كل وجود صوري لا تركيب فيه خارجا سيما الذي قد تهيا لان يصير عقلا بالفعل وان أراد به النوع الخارجي المركب منه ومن المادة البدنية فهو مسلم ولا انتقاض في ذلك واما الحجة الخاصة الأخرى التي ذكرها في الشفاء فقوله لو كانت النفس صارت صوره شئ من الموجودات بالفعل إلى قوله وقد نراها تقبل صوره أخرى.
قلنا في تحقيق هذا المقام ان النفس في أول ما أفيضت على مادة البدن كانت صوره شئ من الموجودات الجسمانية (2) فكانت كالصور المحسوسة والخيالية لم يكن في أول الكون صوره عقلية لشئ من الأشياء كيف ومن المحال ان يحصل من صوره عقلية ومادة جسمانية نوع جسماني واحد كالانسان بلا توسط استكمالات واستحالات لتلك المادة إذ ذاك عندي من امحل المحالات وأشنع المحذورات فان وجود المادة القريبة للشئ من جنس وجود صورته إذ نسبه الصورة إليها نسبه الفصل المحصل للجنس القريب إليه فالنفس في أوائل الفطرة كانت صوره واحده من موجودات هذا العالم الا ان في قوتها السلوك إلى عالم الملكوت على التدريج فهي أولا صوره