وهذا لا شك في استحالته لما ذكره الشيخ من دلائل نفى الاتحاد.
والثاني ان يصير مفهوم من المفهومات أو ماهية من الماهيات عين مفهوم آخر مغاير له أو ماهية أخرى مغايرة لها بحيث يصير هو هو أو هي هي حملا ذاتيا أوليا و هذا أيضا لا شك في استحالته فان المفهومات المغايرة لا يمكن ان تصير مفهوما واحدا أو يصير بعضها بعضا بحسب المفهوم ضرورة ان كل معنى غير المعنى الاخر من حيث المعنى مثلا مفهوم العاقل محال ان يصير عين مفهوم المعقول نعم يمكن ان يكون وجود واحد بسيط يصدق عليه انه عاقل ويصدق عليه انه معقول حتى يكون الوجود واحدا والمعاني متغايرة لا تغايرا يوجب تكثر الجهات الوجودية.
والثالث صيرورة موجود بحيث يصدق عليه مفهوم عقلي وماهية كليه بعد ما لم يكن صادقا عليه أولا لاستكمال وقع له في وجوده (1) وهذا مما ليس بمستحيل بل هو واقع فان جميع المعاني المعقولة التي وجدت متفرقة في الجماد والنبات والحيوان يوجد مجتمعه في الانسان الواحد.
لا يقال هذه المعاني الحيوانية والنباتية والجمادية انما وجدت في الانسان بحسب كثره قواه لا بحسب قوه واحده.
لأنا نقول بل بحسب صوره ذاته المتضمنة لقواه فان جميع قوى الانسان المدركة والمحركة يفيض على مادة البدن ومواضع الأعضاء عن مبدء واحد بسيط هو نفسه وذاته الحقيقية وتلك القوى كلها فروع ذلك الأصل وهو حس الحواس