الخارج أعني في المواد الجسمانية كانت صوره نوع مادي وإذا وجد المعقول منها في عالم العقل كان متحدا بجوهر عقلي لا يلزم ان يكون صوره ذاته (1) أو نحو وجوده العقلي بل معنى من المعاني المتحدة به على وجه أعلى وأشرف من اتحاده بالصور الجسمانية الدنية لان الوجود العقلي وجود عال شريف قد يوجد منه جميع المعقولات بوجود واحد لا كوحدة الأجسام وما فيها.
وقوله وإن كان يخالفه فيكون النفس لا محاله ان كانت هي الصورة المعقولة قد صارت غير ذاتها.
قلنا لم تصر غير ذاتها بالعدد بل غيرها بالكمال والنقص أو بالمعنى والمفهوم مع بقاء الوجود الذي كان وقد صار أفضل وأشرف.
وقوله بل النفس هي العاقلة والعقل انما يعنى به قوتها التي بها يعقل أو يعنى به صور هذه المعقولات ولأنها في النفس تكون معقولة فلا يكون العقل و العاقل والمعقول شيئا واحدا.
قلنا اما كون المعنى الأول هو العقل بالفعل فغير صحيح لان تلك القوة سواء أريد بها استعداد النفس (2) أو ذاتها الساذجة (3) عن صور المعقولات في