بل الجوهر أيضا يجوز ان يكون ذات الشئ بحيث يتجدد ويتطور في نفس ذاته من غير أن يبطل ذاتا ووجودا ويحدث شئ آخر منفصل الوجود والذات عنه بل كاشتداد الحرارة في نفسها فان ذات الحرارة لو كانت في كل آن من الآنات المفروضة في زمان حركته الاشتدادية موجودا بوجود آخر يلزم منه تتالي الآنات وتركب المسافة وحركه من الغير المنقسمات وهو محال قد علمت استحالته في مباحث الجزء فلا محاله لتلك الحرارة الاشتدادية وجود واحد مستمر وله في كل جزء من اجزاء ذلك الزمان نوع آخر من الحرارة كما هو مذهبهم من أن مراتب الحرارة أنواع متخالفة كما بيناه ومع ذلك كلها موجودة بوجود واحد تدريجي فليس بمحال كون معان مختلفة متحدة في الوجود بمعنى انها منتزعة مفهوما عن موجود واحد كما كانت منتزعة مفهوما عن موجودات كثيره انما المحال اتحاد حراره أخرى بالفعل مع حراره أخرى بالفعل وكذا صيرورة ذاتين موجودتين ذاتا واحده موجودة لان كل وجود بالفعل له تعين خاص بالفعل ومع محال ان يصير هذا التعين بعينه ذلك التعين بعينه وكذا كل ماهية لها حد خاص ومفهوم محصل يمتنع ان يصير ماهية أخرى لها حد آخر ومفهوم محصل آخر لامتناع ان يحمل على مفهوم الانسان مفهوم الفرس حملا ذاتيا أوليا كيف وكل ماهية من حيث هي ليست الا هي واما كون الماهيات المتعددة بحسب المعنى والمفهوم موجودة بوجود واحد فليس ذلك مما يمتنع عند العقل كليا الا ما ساق إليه البرهان في بعض الماهيات كماهية الواجب والممكن والقوة والفعل والجوهر والعرض وكالمتضادين والاعدام والملكات ونحوها مما قام البرهان على أنها لا يمكن أن تكون موجودة بوجود واحد.
وقوله هذا أيضا يقتضى هيولي مشتركة.