الفطرة حتى كانت نفوس الأنبياء ع ونفوس المجانين والأطفال بل الأجنة في بطون الأمهات في درجه واحده من تجوهر الذات الانسانية وحقيقتها وانما الاختلاف في عوارض غريبه لاحقه للوجود الذي لها نعم لو قيل (1) ان هذه الكمالات الوجودية كأصل الوجود مفهوماتها غير مفهوم الانسانية وماهيتها فذلك كما قيل بشرط ان يعلم أن زيادة الوجود على الماهية كما ذكر مرارا ليست الا بحسب التصور والمفهوم لا بحسب الحقيقة والكون فان الوجود هو الأصل في التحقق والماهية تابعه له و قوله وإن كان بطل منه ذلك أبطل على أنه حال له والذات باقيه فهو كسائر الاستحالات ليس على ما يقولون قلنا لم يبطل منه شئ من مقوماته ولا من وجود ذاته الا ما يتعلق بالنقص والعدم بأنه كان ناقص الجوهر فاشتد في تجوهره وليس هذا كسائر الاستحالات التي يقع فيها الانتقال من صفة وجودية إلى ما يعانده كالماء إذا صار هواء ا والبارد إذا صار حارا وقوله وإن كان على أنه ذاته فقد بطل ذاته وحدث شئ آخر ليس انه صار شيئا آخر على انك ان تأملت هذا أيضا علمت أنه يقتضى هيولي مشتركة وتجدد مركب لا بسيط.
قلنا قد مر ان الذي قد بطل كان أمرا عدميا من قبيل القوة والاستعداد على أن لنا ان نقول كما حققناه في معنى كون حركه في مقولة وان أي المقولات يقع فيها حركه من اثبات فرد تدريجي الوجود لمقولة الكيف والكم (2)