هو حينئذ كما كان عندما لم يعقل آ أو بطل منه ذلك.
قلنا نختار انه لم يبطل كونه حينئذ عندما عقل آ واتحد به الا ما هو من باب القصور والنقص كالصبي إذا صار رجلا فإنه لم يزل منه شئ الا ما هو امر عدمي كما اعترف به الشيخ في فصل من إلهيات الشفاء عندما يبين اقسام كون الشئ من شئ حيث قال هناك ان كون الشئ من الشئ على وجهين أحدهما بمعنى ان يكون الأول انما هو ما هو بأنه بالطبع يتحرك إلى الاستكمال بالثاني كالصبي انما هو صبي لأنه في طريق السلوك إلى الرجلية مثلا فإذا صار رجلا لم يفسد ولكنه استكمل لأنه لم يزل عنه امر جوهري ولا أيضا امر عرضي الا ما يتعلق بالنقص و بكونه بالقوة بعد ما إذا قيس إلى الكمال الاخر والثاني بان يكون الأول ليس طباعه انه يتحرك إلى الثاني وإن كان يلزمه الاستعداد لقبول صورته لا من جهة ماهيته ولكن من جهة حامل ماهيته وإذا كان منه الثاني لم يكن من جوهره الذي بالفعل الا بمعنى بعد ولكن كان من جزء جوهره وهو الجزء الذي يقارن القوة مثل الماء انما يصير هواءا بان يخلع عن هيولاه صوره المائية ويحصل لها صوره الهوائية والقسم الأول كما لا يخفى عليك يحصل فيه الجوهر الذي للأول بعينه في الثاني والقسم الثاني لا يحصل الذي في الأول بعينه للثاني بل جزء منه ويفسد ذلك الجوهر هذا كلامه بعينه وهو صريح في أن كون الشئ من شئ قد يكون بحيث قد صار الشئ الأول بعينه متحدا بالثاني وهو هو كما كان مع امر زائد متحد معه فكيف ينكر هاهنا ما هو من قبيل القسم الأول من قسمي كون الشئ من الشئ قوله فإن كان كما كان فسواء عقل آ أو لم يعقلها قلنا ليس الامر كما زعمه فان ذلك انما يلزم لو لم يصر ذاته بعينها مصداقا لمعنى كمالي لم يكن قبل هذا التعقل والعجب من الشيخ مع عظم شانه وقدره حيث حكم بان النفس الانسانية من مبدء كونها بالقوة في كل ادراك حتى الاحساس والتخيل إلى غاية كونها عاقلا بالفعل في أكثر المعقولات بل في كلها كما هو شان العقل البسيط لم يصر بحيث يصدق على ذاتها بذاتها شئ من الأشياء التي لم يكن صادقا عليها في أوائل