نيرة في ذاتها معقولة صرفه فان أدركها بذاتها فالذات العارية (1) الجاهلة العامية العميا كيف تدرك صوره علمية والعين العميا كيف تبصر وترى فمن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وان أدركتها بما استنارت به من صوره عقلية فكانت تلك الصورة عاقلة بالفعل كما كانت معقولة بالفعل بلا حاجه إلى صوره أخرى والا لكان الكلام عائدا ويلزم تضاعف الصور إلى غير النهاية فكان المعقول والعاقل شيئا واحدا بلا اختلاف.
وليس لقائل ان يقول تلك الصورة واسطه في كون النفس عاقلة لما سواها وهي معقولة للنفس بذاتها (2) بمعنى ان ما ورائها مما هي مطابقه إياها تصير معقولة للنفس بتلك الصورة.
لأنا نقول لو لم تكن تلك الصورة معقولة للنفس أولا لم يمكن ان يدرك بها غيرها وليس توسيط تلك الصورة في ادراك الأشياء كتوسيط الآلات الصناعية في الأعمال البدنية بل مثالها مثال النور المحسوس في درك المبصرات حيث يبصر النور أولا وبتوسطه غيره.
على انا قد أوضحنا بالبرهان القاطع ان الصورة المعقولة معقولة في ذاتها لذاتها سواء عقلها غيرها أو لم يعقلها وكذا المحسوس بالفعل لا يمكن فرض وجود