النفس حينئذ لا قوه لها على قبول صوره أخرى وامر آخر وقد نراها تقبل صوره أخرى غير تلك الصورة فإن كان ذلك الغير أيضا لا يخالف هذه الصورة فهو من العجائب فيكون القبول واللا قبول واحدا وإن كان يخالفه فيكون النفس لا محاله هي الصورة المعقولة قد صارت غير ذاتها وليس من هذا شئ بل النفس هي العاقلة والعقل انما نعنى به قوتها التي بها تعقل أو نعنى به صوره هذه المعقولات في نفسها ولأنها في النفس تكون معقولة فلا يكون العقل والعاقل والمعقول شيئا واحدا في أنفسنا نعم هذا في شئ آخر يمكن ان يكون على ما سنلمحه في موضعه وكذلك العقل الهيولاني ان عنى به مطلق الاستعداد للنفس وهي باقيه فينا ابدا ما دمنا في البدن وان عنى بحسب شئ شئ فان الاستعداد يبطل مع وجود الفعل انتهى قوله بألفاظه أقول والذي يجب ان يعلم أولا قبل الخوض في دفع ما ذكره الشيخ في نفى الاتحاد بين الامرين عاما وبين العاقل والمعقول خاصا أمران.
أحدهما ان الوجود في كل شئ هو الأصل في الموجودية وهو مبدء شخصيته ومنشأ ماهيته وان الوجود مما يشتد ويضعف ويكمل وينقص والشخص هو هو ا لا ترى ان الانسان من مبدء كونه جنينا بل نطفة إلى غاية كونه عاقلا ومعقولا جرت عليه الأطوار وتبدلت عليه النشآت مع بقاء نحو وجوده وشخصيته.
وثانيهما ان الاتحاد يتصور على وجوه ثلاثة الأول ان يتحد موجود بموجود بان يصير الوجودان لشيئين وجودا واحدا