وفي درجه الوجود أيضا إن كان أحدهما بالفعل كان الاخر بالفعل وإن كان بالقوة كان الاخر بالقوة وإن كان أحدهما ثابتا في مرتبه من المراتب كان الاخر أيضا ثابتا فيها وإذا علمت الحال في الصورة المعقولة هكذا وهو ان المعقول منها بعينه هو العاقل فاعلم أن الحال في الصورة المحسوسة أيضا على هذا القياس فان المحسوس كما وقع التنبيه عليه ينقسم إلى ما هو محسوس بالقوة والى ما هو محسوس بالفعل والمحسوس بالفعل متحد الوجود مع الجوهر الحاس بالفعل والاحساس ليس كما زعمه العاميون من الحكماء من أن الحس يجرد صوره المحسوس بعينه من مادته ويصادفها مع عوارضها المكتنفة والخيال يجردها تجريدا أكثر لما علم من استحالة انتقال المنطبعات بهوياتها من مادة إلى غيرها.
ولا أيضا معنى الاحساس حركه القوة الحاسة نحو صوره المحسوس الموجودة في مادته كما زعمه قوم في باب الابصار ولا بمجرد اضافه للنفس إلى تلك الصور