مثلا ووحده السواد واللون أو حركه بل وحده أخرى والفرق بين الوحدتين في المعنى ان هذه الوحدة التي في الأجسام والجسمانيات إذا فرض ان يوجد أخرى مثلها صار المجموع أعظم أو أكثر فان الجسمين أعظم من جسم أحدهما وكذا السوادان ليس حالهما كحال أحدهما بل لا بد وان يحصل تغير في الوجود وهذا بخلاف الوحدة العقلية فانا لو فرضنا وجود الف عقل مثل هذا العقل لكان حال الواحد في وحدته كحال ذلك الألف في كثرته مثال ذلك معنى الانسان بما هو انسان فإنك إذا أضفت إلى هذا المعنى معنى هو مثله في الحقيقة مع قطع النظر عن العوارض اللاحقة من الوضع والمقدار والأين وغيرها فلم تجده في ثانويته ولا المجموع في اثنينيته الا كما تجد الأول في وحدته ولذلك قال صاحب التلويحات صرف الوجود الذي لا أتم منه كلما فرضته ثانيا فإذا نظرت إليه فاذن هو هو إذ لا ميز في صرف شئ (1) فإذا تقررت هذه المسائل فنقول ان النفس الانسانية من شانها ان تدرك جميع الحقائق وتتحد بها كما علمت ومن شانها ان يصير عالما عقليا فيه صوره كل موجود عقلي ومعنى كل موجود جسماني فإذا فرض ان
(٣٣٨)