تشهي حصول أمر محبوب ومرغوب فيه، فالرسول انما يتشهى ويتمنى ما يتناسب مع وظيفته كرسول، وأعظم أمنية لانسان كهذا هي ظهور الحق والهدى، وطمس الباطل وكلمة الهوى فيلقي الشيطان بغوايته للناس ما يشوش هذه الأمنية، ويكون فتنة للذين في قلوبهم مرض، كما ألقى فيما بين أمة موسى من الغواية ما القى، فينسخ الله بنور الهدى غواية الشيطان، ويظهر الحق للعقول السليمة.
وأما لو أردنا تطبيق الآية على ما يقولون. فإن المراد بالتمني يكون هو القراءة والتلاوة وهو معنى شاذ غريب، يخالف الوضع اللغوي وظاهر اللفظ، ولا نشك في أنه تفسير موضوع ومفتعل ليوافق الرواية المزعومة.
أما الشعر المنقول عن حسان بن ثابت، كشاهد على ذلك (1) فنعتقد: أنه مصنوع ومنسوب إليه للغرض نفسه، وما أكثر ما نجده من ذلك في كتب التاريخ:
وحتى لو قبلنا ان المراد بالتمني هو التلاوة، فإن من الممكن ان يكون معناه ما قاله المرتضى رحمه الله، وهو:
انه إذا تلا النبي على قومه الآيات حرفوها، وزادوا ونقصوا فيها، كما فعلت اليهود بالكذب على نبيهم فإضافة ذلك إلى الشيطان إنما هو لأنه هو الموسوس لهم بذلك ثم يدحض الله ذلك ويزيله بظهور حجته (2).
3 - وأما بالنسبة لايات سورة الإسراء التي يقولون: إنها نزلت في هذه المناسبة، وهي قوله تعالى: (وان كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا