وخامسا: ينص الكلاعي على أن المشركين والمسلمين قد سجدوا جميعا لما بلغ النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " آخر السورة. وأن المسلمين قد عجبوا لسجود المشركين؟ لان المسلمين لم يكونوا قد سمعوا الذي ألقى الشيطان على ألسنة المشركين مع أنه يصرح قبل ذلك بأسطر: ان الشيطان قد ألقى تلك الكلمات على لسان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه (1)!!
فيرد سؤال: إنه كيف سمع المشركون ما ألقاه الشيطان على لسانه " صلى الله عليه وآله وسلم "، ولم يسمعه المسلمون، وهم معهم، ولا بد أنهم كانوا أقرب إليه " صلى الله عليه وآله وسلم " منهم؟!.
وسادسا: إن جميع الآيات المذكورة لا يمكن أن تكون ناظرة إلى مناسبة هذه الروايات إطلاقا؟ فاما:
1 - آيات سورة النجم؟ فإنه تعالى قد قال عن أصنام المشركين:
مناة، واللات، والعزى: (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان. إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى) (2).
فكيف رضي المشركون بان يذم آلهتهم بهذا النحو الحاد، ثم فرحوا بقوله المزعوم ذاك وسجدوا معه؟! وكيف لم يدركوا أو كيف فسروا هذا التناقض الظاهر في كلامه، حتى حملوه - كما زعم - وطاروا به في مكة من أسفلها إلى أعلاها وهم يقولون: نبي بني عبد مناف؟!.
والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه، لماذا لم يلتفت إلى هذا التناقض الظاهر، وبقي غافلا عنه إلى الليل، حتى جاء جبرئيل فنبهه