ويقولون: إنه لما سمع المسلمون في الحبشة بالاسلام والوئام بين النبي وقريش عادت طائفة منهم إلى مكة، فوجدوا الامر على خلاف ذلك.
ونحن نعتقد جازمين بكذب هذه الروايات، وافتعالها. ويشاركنا في هذا الاعتقاد جمع من العلماء، فقد قال محمد بن إسحاق حين ما سئل عنها: " هذا من وضع الزنادقة ". وصنف في تفنيدها كتابا (1).
وقال القاضي عبد الجبار عن هذا الخبر: " لا أصل له، ومثل ذلك لا يكون إلا من دسائس الملحدة " (2).
وقال أبو حيان: إنه نزه كتابه عن ذكر هذه القصة فيه. (3) وأنكرها البيضاوي، طاعنا في أسانيدها، وكذا البيهقي، والنووي والرازي، والنسفي، وابن العربي، والسيد المرتضى، وفي تفسير الخازن: أهل العلم وهنوا هذه القصة (4).
وقال عياض: " إن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، وانما أولع به، وبمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، والمتلقفون من الصحف كل صحيح