إليه؟! فهل كان " صلى الله عليه وآله وسلم " في غيبوبة طيلة تلك الفترة؟! أم أنه كان سقيم الذهن - والعياذ بالله - إلى هذا الحد؟!
ثم، أليست هذه الرواية تناقض تماما قوله تعالى في سورة النجم نفسها، وبالذات في أول السورة بعد القسم: " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)؟! فها هو في نفس السورة ينطق عن الهوى، بل هو يردد ما يلقيه إليه الشيطان. على أنه آيات قرآنية إلهية. مع أن الله تعالى يقول:
(ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين) (1) فها هو يتقول عليه ولا يفعل به شيئا (2).
وإذا كانت هذه الآية قد نزلت بعد سورة النجم، فان ذلك لا يضر ما دامت الآية تعطي قاعدة كلية، ولا تشير إلى قضية خارجية خاصة.
2 - وأما آية التمني، فهي في سورة الحج، التي هي مدنية بالاتفاق، ولا سيما وأنه قد ورد فيها الامر بالاذان في الناس بالحج والامر بالقتال، والامر بالجهاد، وذكر فيها الصد عن المسجد الحرام، وكل ذلك إنما كان بعد الهجرة، وبعضه بعدها بعدة سنوات. هذا بالإضافة إلى أن الضحاك، وابن عباس، وقتادة، وابن الزبير وغيرهم، قد ذكروا أنها مدنية.
وإذا كانت مدنية، فهذا يعني: أن هذه الآية قد نزلت بعد قصة الغرانيق بسنوات عديدة، لان قصة الغرانيق قد حصلت!! في السنة الخامسة من البعثة، فكيف أخر الله تسلية وتهدئة خاطر الرسول هذه السنين الطويلة؟!.
على أن معنى الآية لا ينسجم مع مفاد الرواية، فان التمني هو