ورسوله، وروحه وكلمته التي ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فتناول النجاشي عودا، وقال: والله، ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود.
فتناخرت بطارقته، فقال: وان نخرتم، إذهبوا فأنتم شيوم: أي آمنون، من سبكم غرم - قالها ثلاثا - ما أحب ان لي دبرا - أي جبلا - من ذهب وأني آذيت رجلا منكم.
ثم رد هدايا قريش (1).
وقد روي عن الإمام الحسين عليه السلام: أن ابن العاص قد ذهب إلى الحبشة مرتين ليكيد المسلمين، فرد الله تعالى كيده إلى نحره، وباء بغضب من الله تعالى. (2) ملاحظة:
قد شكك البعض في صحة هذه الرواية، وذلك لذكر الصيام فيها، وهو انما شرع في المدينة (3).
ولكنه كلام باطل؟ فإن الصيام، والزكاة، وغير ذلك، كله قد شرع في مكة، ولسوف يأتي إن شاء الله بيان ذلك في هذا، الكتاب حين الحديث على ما بعد الهجرة.
ويرى بعض الاعلام: أن منشأ هذه التحقيقات الرشيقة لأحمد أمين، ومن هم على شاكلته، هو التشكيك في موقف يظهر بطولة جعفر، وجراءته وحكمته، وعقله، ودرايته.