القضية:
أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يتكلم مع بعض زعماء قريش، ذوي الجاه والمال، فجاءه عبد الله بن أم مكتوم - وكان أعمى - فجعل يستقرئ النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " آية من القرآن، قال: يا رسول الله، علمني مما علمك الله. فاعرض عنه رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " وعبس في وجهه، وتولى، وكره كلامه، وأقبل على أولئك الذين كان " صلى الله عليه وآله وسلم " قد طمع في إسلامهم، فأنزل الله تعالى:
(عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعله يزكى. أو يذكر فتنفعه الذكرى، أما من استغنى. فأنت له تصدى، وما عليك ألا يزكى.
وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى) (1).
وفي رواية: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " كره مجئ، ابن أم مكتوم وقال في نفسه: يقول هذا القرشي: إنما اتباعه العميان والسفلة، والعبيد، فعبس " صلى الله عليه وآله وسلم " إلخ.. (وكان ذلك الزعيم لم يكن يعلم بذلك!! وكأن قريشا لم تكن قد صرحت بذلك وأعلنته!!).
وعن الحكم: ما رؤي رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " بعد هذه الآية متصديا لغني، ولا معرضا عن فقير.
وعن ابن زيد: لو أن رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " كتم شيئا من الوحي، كتم هذا عن نفسه (2).