سفهاء، فارقوا دينهم، ولم يدخلوا في دينك. وجاؤا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت. وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم الخ ".
فرفض تسليمهم إليهم حتى يسألهم عن صحة ما جاء به عمرو وعمارة، فجاء المسلمون؟ فسألهم فقال جعفر: " أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، ويأكل، منا القوي الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته، وعفافه؟
فدعانا إلى الله لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه، من الحجارة والأوثان. وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا: أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصيام الخ.. (1) ".
وقرأ عليه جعفر بعض سورة الكهف: فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وكذلك أساقفته؟ ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا، فوالله لا أسلمهم اليكما، ولا يكادون.
ثم غدا عمرو في اليوم التالي؟ ليخبر النجاشي، بأن المسلمين يقولون: إن عيسى بن مريم عبد؟ فأرسل إليهم؟ فسألهم؟ فقال له جعفر:
نقول فيه الذي جاء به نبينا " صلى الله عليه وآله وسلم ": هو عبد الله