بلغ السجدة، سجد وسجد معه المسلمون والمشركون. لكن الوليد بن المغيرة لم يتمكن من السجود، لشيخوخته، أو لتكبره - على الخلاف - فرفع ترابا إلى جبهته فسجد عليه، وقيل: إن الذي فعل ذلك هو سعيد بن العاص، وقيل كلاهما، وقيل: أمية بن خلف، وصحح، وقيل: أبو لهب، وقيل: المطلب.
وأضاف البخاري سجود الإنس والجن، إلى مجموع المسلمين.
والمشركين وطار الخبر في مكة، وفرح المشركون، بل ويقال: انهم حملوا الرسول، وطاروا به في مكة من أسفلها إلى أعلاها.
ولما أمسى جاءه جبرائيل فعرض عليه السورة، وذكر الكلمتين فيها؟
فانكرهما جبرئيل؟ فقال " صلى الله عليه وآله وسلم ": قلت على الله ما لم يقل؟ فأوحى الله إليه: (وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك، لتفتري علينا غيره، واذن لاتخذوك خليلا، ولولا أن ثبتناك، لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، إذن لأذقناك ضعف الحياة، وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) (1).
وقد استدلوا على صحة هذه الرواية بالآية التي يدعون: انها نزلت بهذه المناسبة وهي قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، فينسخ الله ما يلقي الشيطان، ثم يحكم الله آياته، والله عليم حكيم، ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض الخ). وعدد من أسانيد هذه الروايات صحيح عند بعض ا لفرق (2).