فجاءها يوما فوقف على جدارها فقالت له مالك لا تدخل تحدثنا ونحدثك فقال إنه قد بعث نبي بمكة يحرم الزنا فحدثت بذلك فكان أول من خبر تحدث به المدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما سمع من جوف الأصنام فكثير أيضا فمنها أي غير ما تقدم في ليلة ولادته صلى الله عليه وسلم خبر عباس بن مرداس قال كان لمرداس السلمى وثن يعبده يقال له ضمار بكسر الضاد المعجمة وميم مخففة بعدها ألف ثم راء مهملة فلما حضرت مرداسا الوفاة قال لعباس ولده أي بني أعبد ضمارا فإنه ينفعك ويضرك فبينا عباس يوما عند ضمار إذ سمع من جوف ضمار مناديا يقول * من للقبائل من سليم كلها * أودى ضمار وعاش أهل المسجد * إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد * أودى ضمار وكان يعبد مدة * قبل الكتاب إلى النبي محمد * فحرق عباس ضمارا ولحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وفي لفظ أن عباس بن مرداس كان في لقاح له نصف النهار إذ طلع عليه راكب على نعامة بيضاء وعليه ثياب بيض فقال له يا عباس ألم تر أن السماء قد تعب أحراسها وأن الحرب قد حرقت أنفاسها وأن الخيل وضعت أحلاسها وأن الذي نزل عليه البر والتقوى صاحب الناقة القصواء فقال عباس فراعني ذلك فجئت وثنا لنا يقال له الضمار كنا نعبده وتكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه * قل للقبائل من قريش كلها * هلك الضمار وفاز أهل المسجد * هلك الضمار وكان يعبد مدة * قبل الصلاة على النبي محمد * إن الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد * قال عباس فخرجت مع قومي بني حارثة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلت المسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال يا عباس كيف إسلامك فقصصت عليه القصة فقال صدقت وأسلمت أنا وقومي ومن ذلك خبر مازن بن الغضونة قال كنت أسدن أي أخدم صنما بقرية بعمان أي بالتخفيف تدعى سمائل وسمال يقال له بادر وفي لفظ باحر بالحاء المهملة فعترنا
(٣٢٥)