هؤلاء إلى الحبشة لم تكن متمحضة في الهروب من التعذيب، لان الكثيرين من أولئك المهاجرين لم يكن ممن يعذب. هذا عدا عن أنهم يمثلون مختلف القبائل المكية أيضا.
ويمثلون رصيدا يملكه الاسلام والمسلمون، ويذخرونه للوقت المناسب، وأصبح واضحا لكل أحد: أن القضاء على مسلمي مكة لا يعني القضاء على الاسلام.
3 - وترى كذلك: أن معنى هجرة المسلمين هذه، وخروجهم من تحت سلطتها، هو أنها سوف تكون امام مواجهة شاملة، وان مصالحها في معرض التهديد والبوار.
وقد رأت أن أبا ذر بإقامته بعسفان على طريق القوافل، وكلما أقبلت عير لقريش احتجزها حتى يقولوا: لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ". وظل على ذلك إلى ما بعد حرب أحد، قد ضايقها تلك المضايقة الشديدة مع العلم بأن القضاء على حركته ربما يكون أسهل وأيسر، لأنه في منطقتها، ويمكن تطويقه، والحد من نشاطه بسرعة؟ لأنه بين أمة كلها تدين لقريش بالولاء، وتقول بمقالتها، كما أنهم ينظرون إليه على أنه غريب ومعتد.
إذن فإن وجود المسلمين - وهم من قريش في الصميم في منطقة بعيدة عن نفوذ القرشيين وسلطانهم، وفي ملجأ أمين، ومنطلق مطمئن.
ليشكل أعظم الاخطار على قريش ومصالحها، الامر الذي يحتم عليها التريث والصبر، وإحكام التدبير، لا سيما وأنها لا تجد إلى تصفية النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " جسديا حيلة، ولا إلى إسكاته سبيلا، ما دام /... /.؟؟ في حماية ش * إ شيخ الأبطح، أبي طالب " عليه السلام " والهاشميين، باستثناء أبي لهب لعنه الله فأرسلت إلى النجاشي ممثلين عنها لاسترداد المهاجرين، فرجعا