لا يصدق بدون المحدود، إلا أن يقال: إن الإطلاق فيها محمول على الغالب من عدم انفكاك الفتور عن الدفق، ولذا لم يذكر الدفق في ذيل صحيحة علي ابن جعفر.
وبذلك يجمع بينها وبين ما دل على عدم انفكاك المني عن الدفق، وهي صحيحة ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام: " قلت له: الرجل يرى في المنام ويجد الشهوة فيستيقظ فينظر فلا يجد شيئا، ثم يمكث الهوين بعد فيخرج، فقال عليه السلام: إن كان مريضا فليغتسل وإن لم يكن مريضا فلا شئ عليه. قلت: فما فرق بينهما؟ قال: لأن الرجل إذا كان صحيحا جاء الماء بدفقة قوية، وإن كان مريضا لم يجئ إلا بعد " (1)، وفي رواية العلل:
" لم يجئ إلا بضعف " (2).
وبالجملة، فالصفات الثلاث لما كانت متلازمة غالبا لم يكن في إطلاق ما اقتصر فيه على إحداها دلالة على عدم اعتبار اجتماع الباقي فيقتصر في مخالفة الأصل على مورد الاجتماع، وأنه لا عبرة ببعضها فضلا عن غيرها مثل الرائحة، كما هو ظاهر جماعة ممن تأخر عن الشهيد الثاني (3)، خلافا لصريح طائفة ممن تقدمهم (4) وظاهر الباقين ممن اقتصروا على إحدى الثلاث