ويحتمل الإثم مع البناء على الإتمام وإن بدا له في تركه.
بقي هنا شئ، وهو أن كثيرا ممن حكي لنا كلامه، بل الأصحاب بأسرهم، كما هو ظاهر الذكرى (1) قد قيدوا عدم الجفاف بصورة اعتدال الهواء، واستظهرنا تبعا للمحقق الخوانساري (2) وولده جمال الدين (3) من هذا التقييد: أنه تقدير لمقدار زمان التفريق، وأن تأخير الجفاف في الهواء الرطب مما لا ينفع، كما أن تعجيله في الهواء الحار لا يضر، لكن صرح في الذكرى بأن هذا القيد للاحتراز عن إفراطه في الحرارة، وأنه لو بقي البلل في الهواء المفرط في الرطوبة والبرودة كفى في صحة الوضوء، وكذا لو أسبغ وضوءه بماء كثير فبقي البلل (4)، وتبعه غيره فصرح بأن المعتبر في الجفاف:
الحسي لا التقديري (5)، ولا بد من ذكر كلمات المتعرضين لهذا القيد.
قال في المبسوط: وإن انقطع عنه الماء انتظره، فإذا وصل إليه وكان ما غسله عليه نداوة صح الوضوء (6)، وإن لم يبق عليه (7) نداوة مع اعتدال الهواء أعاد الوضوء من أوله (8)، انتهى. وهو صريح في أن القيد للاحتراز عن