من القدمين شيئا يكون من الكعب إلى أطراف الأصابع، فإن أريد مما بين الكعب إلى الأصابع ما يقع متوسطا بينهما فلا يدل على الاستيعاب الطولي، وإن أريد منه ما بين الأمرين بأن يكون أوله أحدهما وآخره الآخر فيدل على مطلب المشهور وهو الاستيعاب، لكنه خلاف ظاهري الموصول ولفظ " ما بين ".
هذا، ولكن يدفع (1) هذا التوهم تفريع الإمام قوله عليه السلام: " إذا مسحت... إلى آخره " على الآية، الظاهرة في الاستيعاب الطولي وكفاية المسمى في العرض، بحيث يظهر منه عليه السلام الاستدلال على ما قاله، والاستشهاد عليه بالآية، كما لا يخفى على من لاحظ الرواية من أولها، ولا ريب أن شيئا من المعاني المحتملة المذكورة لا يصح للتفريع على ظاهر الآية على ما هو منطبق، عدا مذهب المشهور، وإن كان احتمالا مرجوحا في نفسه أو مساويا لباقي الاحتمالات، لكن هذا مبني على ظهور الآية في الاستيعاب الطولي، بناء على كون " إلى " بمعنى " مع " كما عرفت سابقا، إذ لا معنى حينئذ لمسح مسمى الكعب، أو جعل الغاية للممسوح - وهو البعض المستفاد من الباء - لا للممسوح منه.
لكن الإنصاف أن الآية - بعد صرفها عن ظاهرها الذي هو كون الغاية للمسح - ظاهرة في كونها غاية للأرجل، فيكون الممسوح بعض هذا العضو المغيا إلى الكعب.
* (و) * الكعبان * (هما قبتا القدمين) * كما في المقنعة، وزاد فيها: أمام الساقين ما بين المفصل والمشط، إلى أن قال: إن الكعب في كل قدم واحد،