المنزلة الرفيعة [عنده بنيل ثوابه] (1) (2).
وعن الحلبي من أنه يستحب للمصلي أن يرجو بفعلها مزيد الثواب والنجاة من العقاب (3).
وكيف كان، فهو ضعيف ولذا نسبه في الذكرى إلى توهم قوم (4)، لأن القدر الثابت من أدلة وجوب الإطاعة والعبادة هو أن يكون الفعل لأجل أمر الله سبحانه، وأما إيجاب الفعل بهذا الداعي فربما يكون لداع آخر، فإنه لا يشترط في صدق الإطاعة أن لا يكون الغرض منها شيئا آخر، ويشهد له صدق المطيع على الخدام والعبيد القائمين بالخدمة، ولا دليل على اعتبار أزيد من ذلك.
ثم المدح على هذا النحو من الإطاعة ثابت إذا قيس هذا الشخص إلى من لا يعتني بثواب الله ولا يبالي بعقابه، لضعف اعتقاده بهما أو لغلبة شهوته على عقله القاطع بوجوب تحمل الكلفة العاجلة لدفع المضرة العظيمة وإن كانت آجلة، فضلا عما لو كان في تلك الكلفة مع ذلك منفعة عظيمة آجلة.
فالإنصاف: أن من يطيع لرجاء الثواب أو لخوف العقاب أو لهما معا يحصل له من جهة رجائه وخوفه منزلة عند الله يكون إليها معراج الراجين والخائفين، فقد تحقق من الشخص المفروض عنوان الإطاعة وحصل له التقرب وإن لم يكن التقرب مقصودا له بالذات، لما عرفت من أن نفس