بل غيرها، مثل الرائحة والثخانة والبياض في مني الرجل، والرقة والصفرة في المرأة (١)، بل ظاهر المحقق والشهيد الثانيين في جامع المقاصد (٢) والمسالك (٣): أن ذلك من المسلمات، وإن ذكر الصفات الثلاث أو الاثنين في كلام الفاضلين (٤) لتلازمها غالبا وأنه لا خلاف في كفاية وجود الرائحة، بل صرح في جامع المقاصد (٥) بذلك، بل يؤيد ما استظهراه ملاحظة كلام (٦) من تقدمهما من الأصحاب، واستدلالاتهم والأخبار الواردة في الباب.
أما الكلمات: فقال في الذكرى: وله - أي للمني (٧) - خواص أربع:
خروجه بدفق دفعات غالبا، قال الله تعالى: ﴿من ماء دافق﴾ (8)، ومقارنة الشهوة له، وفتور الجسد، وهو انكسار الشهوة بعده، وقرب رائحته من رائحة الطلع والعجين ما دام رطبا ومن بياض البيض جافا، ولمني الرجل الثخانة والبياض، ويشاركه فيهما الوذي، ولمني المرأة الرقة والصفرة، ويشاركه فيهما المذي، كل ذلك حال اعتدال الطبائع (9)، (10) انتهى.